أثار إعلان تنظيم «داعش» الحرب على قوات «فجر ليبيا» إثر سيطرته على مدينة سرت، مخاوف من تمدده إلى مدينة طرابلس، لتصبح أول عاصمة تقع في يد التنظيم. وفي وقت أعلنت سلطات طرابلس استنفاراً عاماً لمواجهة «داعش»، عبر عبدالله الثني، رئيس الحكومة الموقتة في شرق ليبيا والمعترف بها دولياً، عن مخاوف من مواجهة بلاده سيناريو عراقياً، مبدياً استغرابه لـ «تخاذل المجتمع الدولي» إزاء تهديد التنظيم المدن الليبية الواحدة تلو الأخرى. وطالب برفع الحظر عن تسليح القوات التابعة لحكومته بقيادة الفريق خليفة حفتر. في المقابل، برر خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، إعلان حال الاستنفار بعد سيطرة «داعش» على سرت (450 كلم شرق العاصمة)، بأنه يأتي في إطار «حشد قدرات المواطنين ليكونوا مستعدين للذود عن وطنهم في مرحلة حرجة». وقال الغويل لـ «الحياة»: «ليس بسيطاً أن تسقط مدينة في مستوى سرت في أيدي مجموعات خارجة عن إجماع الليبيين». واعتبر الغويل أن «لا صحة لما يتداول عن كون طرابلس أول عاصمة عالمية مهددة بالسقوط في أيدي داعش»، مؤكداً استعداد القوات التابعة لوزارة الدفاع في حكومته لـ «مقابلة المعنويات المرتفعة للمواطنين، بتصميمها على محاربة مسلحي داعش إلى أن يتم القضاء عليهم نهائياً وتطهير البلاد منهم ومن أساليبهم وسلوكياتهم المنافية للدين الإسلامي». وأكد لـ «الحياة» مفتاح مرزوق عضو مجلس حكماء مدينة سرت سيطرة مسلحي «داعش» على المدينة، لكنه قال إن الأهالي «ليس لديهم احتكاك بهؤلاء المسلحين»، في إشارة إلى أنهم منبوذون في المدينة ولا يستطيعون التحرك فيها بحرية.

في الوقت ذاته، أبلغت «الحياة» مصادر في قبيلة أولاد سليمان الواسعة النفوذ في الجنوب الليبي، أن مسلحي القبيلة متمركزون في منطقة هراوة (70 كلم شرق سرت) ويستكملون استعداداتهم بالتعاون مع قبائل أخرى، لشن هجوم كاسح على مسلحي «داعش». وقال أحد هذه المصادر ويدعى سليمان خليفة، إن قوة من أولاد سليمان «وصلت الجفرة (جنوب سرت) ووجدت أن لا صحة للكلام عن وجود مسلحي داعش هناك»، مؤكداً «دحرهم الى منطقة خشوم الخيل على بعد 120 كلم جنوب مدينة ودان». ووصفت مصادر في «فجر ليبيا»، مخاوف حكومة الثني بأنها رد على بيانات صدرت في الشرق الليبي أخيراً، وتضمنت اتهامات الى سلطات طبرق وقوات حفتر، بالتقاعس عن مواجهة «داعش»، والانشغال بالمعركة مع «فجر ليبيا». على صعيد آخر، أبلغ «الحياة» العربي الكوني، القيادي الميداني في الطوارق، أن «اشتباكات عنيفة» دارت بينهم وبين التبو في الجنوب الليبي أمس، مشيراً إلى أن مسلحيه، طاردوا فلول التبو إلى ما بعد مشروع «الديسة» الزراعي «بعدما تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد»، مشيراً إلى أن الطوارق الموالين لـ «فجر ليبيا» غنموا العديد من الأسلحة التي خلفها خصومهم وراءهم.

 

-الحياة