تتكون «الجبهة المعارضة لعملية الكرامة» ،التي انطلقت منذ شهر ،بقيادة اللواء خليفة حفتر،ضد القوى الاسلامية المسلحة ،من تياران يجتمعان في الصراع مع حفتر و يختلفان في منطلقات الصراع و لهما ارتباطات إقليمية و خارجية يمكن أن تكون حاسمة،وفق دراسة نشرها "معهد العربية للدراسات"الاثنين على موقعه الالكتروني :

أما التيار الأول فيمثل أساسا من جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في ذراعها السياسي حزب العدالة والبناء و كتلتها في البرلمان و الأحزاب المتفرعة عن الجماعة الليبية المقاتلة سابقا و هي حزب الوطن بقيادة عبد الحكيم بالحاج و حزب الأمة بقيادة سامي الساعدي و كتلهما في البرلمان «كتلة الوفاء للشهداء »،  ينطلق هذا التيار في معارضته لحفتر من منطلق الحفاظ على شرعية المؤتمر الوطني المنتهية ولايته منذ فبراير الماضي و الحفاظ على حكومة أخمد معتيق الجديدة و التي ستضمن انفراد هذا التيار بالسلطة التنفيذية بعد هيمنته على السلطة التشريعية من خلال سن قانون العزل السياسي و ضم العديد من النواب المستقلين و ضمان ولاء رئيسه،نوري أبو سهمين،أما من الناحية العسكرية ،و هي الاهم في الصراع،فيتشكل هذا التيار من عدد من الكتائب الموالية لجماعة الإخوان و حلفائها :

ميليشيا درع ليبيا ، المحسوبة على تيار جماعة الإخوان المسلمين،و تضم داخلها ثلاث ألوية رئيسية ،لواء درع المنطقة الوسطى و الذي يتخذ من مدينة مصراته مقر له ،لواء درع المنطقة الشرقية في بنغازي و لواء المنطقة الغربية في الخمس و طرابلس،و بالرغم من الادعاء بأنها قوات نظامية  تابعة لوزارة الدفاع الليبية ،غير أن قادتها لا ينتمون للمؤسسة العسكرية الرسمية،و هي القوة التي اعتمد عليها رئيس المؤتمر الوطني ،نوري أبو سهمين،لتأمين وحماية المراكز الحيوية في العاصمة طرابلس،في مواجهة القوات التابعة للواء خليفة حفتر الأسبوع الماضي.

 

كتيبة 17 فبراير،تعد أكبر الكتائب المحسوبة على جماعة الإخوان من حيث عدد المقاتلين و التجهيز العسكري ،و يتركز نشاطها في مدينة بنغازي ،اذ تتخذ من أحد قواعد الجيش النظامي الليبي مقراً لها في منطقة قاريونس،و تحضي بدعم مادي من الجهات الرسمية .

 

غرفة عمليات ثوار ليبيا ،ميليشيا ذات توجهات إسلامية و تعتبر من الأذرع القوية لجماعة الإخوان المسلمين،حيث استعملتها الجماعة في مختلف صراعاتها السياسية مع خصومها و قد وصل الأمر حد اختطاف رئيس الوزراء الأسبق ،علي زيدان من منزله في 10 أكتوبر 2013 الماضي بعد حلافات مع الجماعة داخل البرلمان،و كذلك قامت باختطاف دبلوماسيين في السفارة المصرية في طرابلس وهم الملحقين الثقافي والتجاري في السفارة إضافة لثلاثة موظفين آخرين، فضلاً عن خطف الملحق الإداري بعد القبض على رئيسها شعبان هدية في الإسكندرية من قبل السلطات المصرية في 23 يناير 2014.

 

كتيبة ثوار طرابلس، ميليشيا ذات توجهات إسلامية مقربة من زعيم حزب الوطن و الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة ،عبد الحكيم بالحاج ،يقودها العضو السابق في الجماعة الليبية المقاتلة المهدي الحاراتي و الذي أسس في وقت سابق "جيش الأمة" احد الكتائب الجهادية المقاتلة في سورية ،و يتركز نشاط الكتيبة في منطقة طرابلس و المنطقة الغربية.

 

سرايا رأف الله السحاتي، ميليشيا ذات توجهات إسلامية،يتركز نشاطها في مدينة بنغازي شرق البلاد،و بالرغم من إعلان انضمامها الى الجيش الليبي في وقت سابق،إلا أنها احتفظت بمعسكراتها و سلاحها،و كانت أولى الكتائب التي اشتبكت بقوات حفتر ،في بداية عملية "كرامة ليبيا" الأسبوع الماضي في بنغازي.

 

أما التيار الثاني فهو التيار الجهادي و الذي يتكون من مجاميع مسلحة موالية في أغلبها لتنظيم القاعدة ،على المستوى الفكري في الحد الأدنى، و تشتغل من خارج الدولة في مشروع تقويض جذري لما ه قائم و تأسيس "دولة/إمارة إسلامية " تحتكم إلى الشريعة ،هذه الكتائب الجهادية تتقاطع مع الجماعات المسلحة الموالية للإخوان في الصراع مع قوات حفتر ،دفاعا عن وجودها المادي في البلاد ضد مشروع حفتر الموجه أساسا إلى "تطهير ليبيا من الإرهاب " و لكنها لا تنطلق من نفس منطلقاتها في الدفاع عن شرعية المؤتمر الوطني بل من منطلق جذري رافض تماما للعملية السياسية بثوبها الديمقراطي الذي يعتبر في أدبيات التيار الجهادي "صنما يعبد من دون الله" يجب أن يحارب،و أهم هذه الكتائب :

جماعة أنصار الشريعة ،و تعتبر كبرى الجماعات المسلحة ذات التوجه الجهادي في ليبيا ،و تضم داخلها إلى جانب العناصر الليبية ،بضع ألاف من المقاتلين الأجانب من جنسيات تونسية و جزائرية و دول إفريقيا جنوب الصحراء،و تتهم الجماعة باستهدافها لقادة الجيش الليبي و قوات الصاعقة في المنطقة الشرقية من خلال عمليات التصفية و الاغتيال،و قد وضعن في الآونة الأخيرة على لائحة الإرهاب الأمريكية لاتهماهما بالوقوف وراء مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في سبتمبر 2012.

 

كتيبة شهداء بوسليم،جماعة جهادية صغيرة،تتكون من معتقلي الجماعة الليبية المقاتلة سابقا في سجن أبو سليم،ممن لم يلتزموا بمراجعات الجماعة العام 2008 و مازالوا يحملون الافكار الجهادية المتماهية مع فكر تنظيم القاعدة ،و يتركز نشاطها في مدينة درنة ،أقصى شرق البلاد.

 

"كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن التي سُميت باسم زعيم الجماعة الإسلامية المصرية الذي يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد في الولايات المتحدة لتورطه في الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993 من بين مخططات أخرى. وليس الكثير معروفا عن قيادة الجماعة أو حجمها لكنها كانت مسؤولة عن سلسلة الهجمات التي وقعت في بنغازي في أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين حيث وقعت هجمتان ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهجوم بقنبلة ضد القنصلية الأمريكية وهجوم على موكب السفير البريطاني.

 

مجلس شورى شباب الإسلام ،في مطلع أبريل الماضي ،أعلن تنظيم ذو توجهات سلفية جهادية يطلق على نفسه "مجلس شورى شباب الإسلام" و يتمركز  بمدينة درنة في أقصى الشرق الليبي ، عن تشكيل ما يسمى بــ" لجنة شرعية لفض النزاعات والصلح بين الناس بشرع الله" على حد تعبيره، و مهمتها "تطبيق الشريعة "على حد زعم القائمين عليها،و ذلك خلال استعراض عسكري كبير نسبيا ،كشف عن امتلاك القوى الجهادية في البلاد عن أسلحة ثقيلة و متطورة ،مما يجعل مدينة كدرنة نخضع كليا لسيطرة الجماعات الجهادية التي منعت إجراء حتى الانتخابات المحلية في المدينة في وقت سابق لتعارضها مع "الشريعة الإسلامية" حسب زعمها.

 

جيش تحكيم الشريعة ،تنظيم عسكري جهادي يحمل فكر "القاعدة" و ينشط في مناطق الشرق ،كان قد ، قد تبنى عبر بيان تناقلته مواقع جهادية، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف "الكتيبة 21 صاعقة" التابعة للقوات الخاصة الليبية في 29 أبريل الماضي 2014 في مدينة بنغازي شرق البلاد،كما نشرت "مؤسسة رياح النصر" الإعلامية ،الذراع الإعلامي لتنظيم "جيش تحكيم الدين"،أحد التنظيمات الجهادية الليبية شريطًا مدته 23 دقيقة، كشفت فيه مراحل تنفيذ العملية،و تشير تقارير إعلامية إلى أن هذا التنظيم "يضم داخله عشرات العناصر من تونس و الجزائر و من جنسيات دول افريقيا جنوب الصحراء و عناصر أخرى عائدة من سورية و يعتمد في تمويله على اموال منهوبة من مؤسسات الدولة الليبية ابان ثورة 17 فبراير ."