نظمت كلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس صباح أمس الأربعاء بمقرها في مدينة طرابلس حفلاً بمناسبة إطلاق مختبرها الإعلامي برعاية السفارة البريطانية ومعهد الحرب والسلام البريطاني.
بحضور وزير الثقافة والمجتمع المدني السيد “الحبيب الأمين "والسفير البريطاني لدى ليبيا “مايكل آرون” ورئيس جامعة طرابلس الدكتور “المدني دخيل” وعميد كلية الفنون والإعلام الدكتور “عبد الكريم كندير” ومسؤول المختبر الإعلامي وعضو هيئة التدريس بالكلية الدكتور “خالد غُلام” وممثلين عن معهد صحافة الحرب والسلام البريطاني ورئيس اتحاد الطلبة بالكلية محمد دراه وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالكليات والمعاهد الفنية والإعلامية والطلبة ووسائل الإعلام المحلية.
وقدم مسؤول المختبر الإعلامي وعضو هيئة التدريس بالكلية الدكتور خالد غُلام فكرة عامة عن المختبر الإعلامي قائلاً:
«لقد جاء المختبر الإعلامي نتيجة الحاجة الماسة لطلبة كلية الفنون والإعلام للجانب العملي، وهو يعتبر حجر أساس لتحول الطالب من الجانب النظري إلى الجانب العملي.
ويحتوي هذا المعمل على (15) جهاز حاسب آلي مزود بجميع البرامج التي يحتاجها العمل الإعلامي بشكل حرفي سواء كان في الصحافة المطبوعة (المقروءة والإلكترونية) أو الإذاعة أو التلفزيون، وكل جهاز مزود بكاميرا خاصة به تعمل بشكل ثابت أو متحرك، ومزودة بجميع معداتها.
ولدينا (15) جهاز تسجيل محترف صغير الحجم يحتوي على تعريف لجهاز الحاسب الآلي، أيضا هذا المختبر مزود بشبكة إنترنت، وكذلك لدينا موقع إلكتروني خاص بهذا المختبر بحيث أن أي طالب يقوم بإنتاج عمل يستطيع نشره عليه بحرية تامة تحت إشراف أستاذه، وهذا الموقع مفتوح للجميع ويحمل اسم هذا المختبر، وبالتالي يستطيع الطالب التعامل معه كأنه صحيفة إلكترونية أو إذاعة حقيقية أو مجلة.
وهذا كل ما يخص هذه الغرفة المسماة (حجرة الأخبار).
أما (حجرة التحكم) فهي مزودة بجهازي صوت وصورة بالإضافة إلى منظم يقوم بربط الشبكة بعضها ببعض متصل بأجهزة الحاسب الآلي وجميع الأجهزة الموجودة بهذه الغرفة وأجهزة حجرة الأستوديو، كما توجد لدينا (Work Station) للمونتاج والعمل بصفة عامة.
وبالنسبة لـ(حجرة الأستوديو) فتتضمن عدد (2) كاميرا وأجهزة إضافية ومايكروفون ذكي يمكن استخدامه بشكل متنقل واستخدامه خارج الأستوديو لتصحيح النشرات الإخبارية والبرامج.
ومنذ سبعة أشهر لم يكن هذا المختبر إلا مجرد فكرة، حتى تبنتها السفارة البريطانية ومعهد صحافة الحرب والسلام البريطاني، وجاء نتاج لجهود وعمل جماعي من قبل رئاسة الجامعة وعميد الكلية وأعضاء هيئة التدريس ووكيل الكلية والفنيين».
ألقيت خلال الحفل عديد الكلمات افتتحها رئيس جامعة طرابلس الدكتور المدني، قائلا:
«يسعدني جداً في هذا اليوم أن نلتقي بهذا المكان وبهذه الاحتفالية التي نفخر بها جميعاً بمناسبة افتتاح المختبر الإعلامي بكلية الفنون والإعلام.
وهذا المجهود الضخم يعتبر قياسياً في الزمن، وتم بمجهودات السفارة البريطانية ومعهد صحافة الحرب والسلام البريطاني والمجهودات الجبارة للقائمين على كلية الفنون والإعلام ابتداء بالسيد عميد الكلية وانتهاء بكل العاملين والطلبة.
والجامعة يهمها جداً أن تكون منفتحة على المجتمع، تتناغم مع مشاكله وتسهم في حلها، ونحن نعرف جيداً ما يعانيه الوطن اليوم من مشاكل نتيجة لبعض الإفرازات التي حدثت بعد الثورة، لكننا متفائلون جداً بأن المستقبل سيكون أفضل وأجمل بمجهودات مثل هؤلاء الشباب، ونعول جداً على الموضوع الإعلامي، لأن الإعلام يمتلك القوة في رسم أفكار الناس واستعداداتهم للمستقبل».
وألقى وزير الثقافة والمجتمع المدني السيد الحبيب الأمين كلمة وزارة الثقافة والمجتمع المدني، فقال:
«أنا سعيد بوجودي في جامعة طرابلس بكلية الفنون والإعلام، وفي حفل افتتاح هذا المرفق الإعلامي المهم والذي يؤكد التطور الحاصل في العملية التعليمية في طرق ومناهج التدريس وأدواته، حيث أصبح بإمكان الطالب أن يتلقى العلوم والمعارف النظرية ويعكس ذلك بتطبيقات عملية مباشرة بمتابعة الأستاذ المشرف، وهذا أمر مهم جداً، وينقص مؤسساتنا التعليمية دائماً التطبيق العملي للمصدر المتحصل عليه.
إن التعاون الجيد بين الجامعة والسفارة البريطانية ومعهد صحافة الحرب والسلم ساهم بتجهيز ومد المكان بهذه التقنية، وأقول للطلبة الليبيين الموجودين أمامي بأنهم الجيل الجديد القادم لإعلام ليبيا الحقيقي الوطني والمسؤول والمهني، وأؤكد أن الإعلام في المجالات العديدة قد تطور تطوراً نوعياً حيث أصبح علماً وفناً وتقنية وأخلاقاً واقتصاداً وصناعة، وهو مجال جامع لجميع الأمور المذكور، وينعكس على حياتنا، ويصنع توجهاتنا، ويشكل ما يعرف بكتلة الرأي العام اعتماداً على ما يبثه بصرياً أو أثيرياً، وبالتالي فهو ليس بالمجال السهل والهين، حيث يمكنه أن يكون سلاحاً فعالاً، ويمكنه أن يكون صانع الحياة والأمل والمستقبل، وهذا ما نتمناه لليبيا.
ولقد تواصلنا فعلياً وعملياً بشكل كامل وتام منذ فترة بشكل تقني مع هذا المرفق عبر توفير كاميرات جديدة، كما سنوفر له أستوديو مرئي من وزارة الثقافة، وسأدعم أي جهد طلابي لأنني أعول مستقبلاً على شباب ليبيا».
كما ألقى السيد (مايكل آرون) كلمة السفارة البريطانية، حيث قال:
«أنا سعيد جداً أن أكون هنا اليوم، لأن الصحافة مهمة جداً لأية دولة، خاصة في ليبيا بعد الثورة.
وفي هذه المرحلة الصعبة للصحافة نشاهد هجوماً على الصحافيين ووسائل الإعلام، وحتى اغتيالات، ولذلك فإن هذا المشروع يمثل تقدماً ثقافياً.
ونرى اليوم مئات الطلبة يريدون أن يكونوا صحفيين، وهذا شيء جيد جداً لمستقبل الصحافة في ليبيا، وأنا أشجع كل طلبة الكلية على العمل بالصحافة في المستقبل، لأن ليبيا كدولة تحتاج إلى هؤلاء الصحافيين الجدد، وهذا الجزء مهم لنجاح الثورة ومستقبل ليبيا الجديدة».
بدوره ألقى عميد كلية الفنون والإعلام السيد عبد الكريم كندير كلمته، فقال:
«إننا نعتبر هذا اليوم بمثابة عيد ميلاد لمولود ثقافي إعلامي جديد، وندعو الكل للتضامن معنا في سبيل الارتقاء بإعلام شبابي هادف ثوري نشط، يجدد ليبيا التي نحلم بها.
هذا الصرح أضاف لكلية الفنون والإعلام 100 ساعة تدريسية في الجانب التطبيقي للإعلام، وقد كان هذا الأمر بمثابة الحلم الأكبر لكلية الفنون، وها هو اليوم يتحقق».
تخلل الحفل عرض تجريبي لحجرة الأستوديو بالمختبر الإعلامي، كما أقيم على هامشه معرض لبعض الأعمال الفنية لطلبة الكلية.
وتحصلت صحيفة «ليبيا الجديدة» بمناسبة الحفل على تصريح خاص من وزير الثقافة والمجتمع المدني الحبيب الأمين، قال فيه:
«لا ينبغي أن نتعامل بحساسية مع العالم الذي نحن نعيش فيه كوننا نعتبر جزءاً منه، فهذا الشيء جزء من ثقافة النظام البائد الذي كان ينظر إلى العالم بشكل عدائي، فنحن نتعاون لنطور أنفسنا، ولا نريد أن نكون منغلقين بينما يتطور باقي العالم ويسبقنا، ونصبح عاجزين عن نقل المعارف والتقنية، وهذه الأفكار لا ينبغي أن تكون في عقلية شباب ليبيا الجديد الواعد الذي يجب أن يكون أكثر انفتاحاً مع العلوم والثقافات والمعارف، وبالتالي فإن هذا التعاون الذي تم ما بين كلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس والسفارة البريطانية ومعهد صحافة الحرب والسلام ليس عيباً ويعد شكلاً من أشكال التعاون الموجودة في الدول الأخرى حتى الغنية منها، فدعم هذا المرفق وفّر مختبراً إعلامياً فنياً مجهزاً بتقنية تساعد الطلبة على تلقي العلوم والمعارف التي تتصل بالإعلام المواد الإعلامية والصحفية والإذاعية عبر التجهيزات التي أمامهم الآن، تمكنهم من ممارسة الإعلام بشكل تجريبي على أدوات افتراضية حتى يكونوا مؤهلين أثناء فترة الإعداد والدراسة إلى ما بعد التخرج، وإعدادهم نظرياً بشكل ممتاز، وتطبيقياً بشكل ممتاز أو جيد على الأقل، وهذا ما كان ينقص إعلاميي ليبيا، حيث لدينا الآن الآلاف من إعلاميي الثورة الذين دخلوا العملية الإعلامية بحكم المبادرة في زمن الثورة ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا مؤهلين لذلك، وإنما صقلتهم الممارسة والتجربة، وهم أيضاً يحتاجون إلى تعلم مثل هذه الأشياء في دورات تدريبية، أما بالنسبة للطالب فهذا أمر لازم عليه كونه يتلقى عملية تعليم أكاديمية، وعليه فإن وجود هذه التجهيزات ممتاز جداً، وأنا أحيي هذا الجهد، إضافة إلى أن هذا التعاون لم يكن بمعزل عن الدور الليبي الذي تمثل في الجامعة، وأيضاً ستقدم وزارة الثقافة أستوديو مرئياً لهذا المرفق حتى يصبح أكثر تطوراً وإمكانية لتدريب أكبر عدد من الطلبة.
أنا سعيد برؤية طلاب وطالبات جامعة طرابلس وهم يدرسون هذه اللحظة في الجامعة بلا خوف وبلا لجان ثورية وبلا مكتب اتصال وبلا مؤسسة قمعية أو توجيه، فهم شباب المستقبل، واليوم نحضر افتتاح هذا المختبر الإعلامي المهم وسعيد بأن طلبة الإعلام الآن في حوزتهم أجهزة ومعدات تساعدهم على التطبيق العملي لما تعلموه نظرياً، فهذا ما كان ينقص الدراسات في ليبيا دائماً، خاصة في العلوم التطبيقية، كما أنني سعيد بجيل جديد في هذا المجال الإعلامي الذي يعد صناعةً وفناً واقتصاداً، كونه شيئاً مهماً ومؤثراً في ليبيا حالياً، لأن ما ورثناه من ماكينة الإعلام السابقة لم يكن قائماً على المهنية والموضوعية، وبالتالي نحتاج إلى جيل جديد على اطلاع ومعرفة بفن صناعة الإعلام».
*نقلا عن صحيفة ليبيا الجديدة