تعتبر ليبيا الدولة الغنية بالثروات الطبيعية محطّ أنظار القوى العظمى،إذ أصبحت في ظل حالة الدمار التي تعيشها بعد أحداث 2011 مساحة للتدخلات الأجنبية بل أصبح الملف الليبي يمثل موضوع حرب باردة في الساحة الدولية في ظل هذا العالم المفتوح والسياق المعولم الذي تحكمه المصالح.
وئام فرنسي إيطالي
إثر إقامة مؤتمر باليرمو الذي يعنى بإيجاد مخرج للأزمة السياسية في ليبيا و الذي لم يقدم إضافات تذكر في إتجاه إنفراج الأزمة، تضاءلت حدّة الحرب الكلامية في الإيطاليين والفرنسيين، حيث نفى وير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي اليوم الخميس وجود خلاف مع فرنسا بشأن الهدف المشترك الكامن في تحقيق الاستقرار والديمقراطية في ليبيا.
ميلانيزي أكد في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا بحسب ما نقلته وكالة آكي للأنباء أن المنافسة بين الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي أمر طبيعي ،قائلاً "بالنسبة لليبيا لا أرى تصدعاً في المواقف مع فرنسا بشأن المقصد المشترك للتوصل إلى حل لتحقيق الاستقرار والديمقراطية". ونوّه وزير الخارجية الإيطالي إلى أنه من الطبيعي قيام كل من بلاده وفرنسا بدور أكبر في ليبيا.
في نفس السياق، دعت فرنسا، الاتحاد الأوروبي إلى ترجمة الالتزامات المترتبة عن لقاء الفرقاء الليبيين في باليرمو. وبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل، تطورات الأزمة في ليبيا ونتائج باليرمو ودور الاتحاد.
وقال وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، للصحفيين إن مؤتمر باليرمو الذي عقد في أعقاب مؤتمر باريس في نهاية مايو كان إيجابيًا لعدد من الأسباب.
وأوضح: "لقد رأينا وحدة المجتمع الدولي على النحو الذي اقترحه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة (..) ثم لأن الأطراف الليبية أبدت إرادتها في توحيد قواتها وأخيرًا لأنه تم تبني أجندة تؤدي إلى مؤتمر جامع في بداية العام الجديد وعملية انتخابية قبل نهاية الربيع". وقال الوزير الفرنسي:"لذلك هناك إرادة للوفاء بهذه الوعود التي يجب أن يتم اتخاذها هنا".
توضيح روسي
في مناسبات مختلفة عبّرت روسيا أنه تمت خداعها خلال التصويت على قرار مجلس الأمن لسنة 2011 القاضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين و الذي إستعمله حلف الناتو لاحقا للإطاحة بنظام القذافي.
حيث عبّر الصحفي بموقع بلاستينغ الفرنسي لوسيان بامبو في تقرير بعنوان:"يجب التدخل في ليبيا بعد نهاية معركة الموصل" عن أن روسيا مازالت إلى اليوم تبدي ندما على عدم استخدامها حق الفيتو لمنع مجلس الأمن من التدخل في ليبيا، ما جعلها تبدي تصلبا أكبر في التعامل مع الوضع في سوريا
في نفس السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، إنه من الخطأ نقل تجربة بلاده في سوريا إلى ليبيا؛ لغياب أي سبب شرعي يتيح لنا ذلك.
وأكد لافروف في حديث لوكالة آكي الإيطالية، دعم موسكو للمساعي الأممية لإطلاق الحوار السياسي الليبي، والخطوات التي يتخذها وسطاء دوليون من أجل تسوية الأزمة في البلاد، مؤكدًا أن روسيا تقف ضد التدخل الخارجي في الشأن الليبي بأي شكل من الأشكال، وأوضح لافروف أن بلاده لا تصطف مع أي من أطراف الصراع الليبي، مشيرًا إلى أن الليبيين يجب أن يحددوا مصير بلادهم بأنفسهم.
تحركات أمريكية
لا تعتبر أمريكا فاعلا ظاهرا بشكل دائم في الساحة الليبية إلا أنها تبقى من أهم الأطراف صلب المعادلة الدولية. و تبدو ليبيا مهمة أيضا بالنسبة للبيت الأبيض الذي يعتبرها مسألة ذات أهميةإذ أكدت مديرة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الامريكية، كيرون سكينر، الأربعاء التزام الولايات المتحدة بقوة بتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وعبرت سكينر في لقاء مع صحفيين بمقر السفارة الأمريكية في العاصمة الايطالية روما، نقلته وكالة الأنباء الايطالية، أكي، عن تفهم إدارة واشنطن لأهمية ليبيا فيما يتعلق بالأمن القومي بالنسبة لإيطاليا، مضيفة "أنها مهمة بالنسبة لنا أيضاً". وقالت سكينر، "إن بلادها ملتزمة بشدة من أجل حكومة موحدة في ليبيا، و بأن رسالتنا في الأيام القادمة هي أننا لم ننس ليبيا على الرغم من أننا نواجه في الشرق الأوسط الكبير مشاكل بالغة الأهمية".
في سياق متصل، وقعت ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية على بروتوكول تعديل وتمديد العمل باتفاق التعاون في مجال العلوم والتكنولولوجيا بينهما، ولمدة عشرة سنوات قادمة، قابلة للتجديد.
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان صادر عنها أمس، إن تجديد اتفاقية التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بين الولايات المتحدة وليبيا، يعد أمرا أساسيا لزيادة تعزيز التعاون الثنائي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.