يحتكر الرجال في ليبيا سياقة التاكسي والحافلات، ولم يسبق أن تجرأت امرأة على قيادة تاكسي أو حافلة عمومية. إلا أن المشهد بدأ يتغير شيئا فشيئا في الآونة الأخيرة بعد ظهور نساء يستخدمن سياراتهن الخاصة كـ "تاكسي"، لتوصيل نساء أخريات لأعمالهن أو جامعتهن أو أيٍّ من مشاويرهن، بمقابل.

بعض هؤلاء يحكين عن تجربتهن الخاصة في قيادة السيارة كتاكسي  لـ "هنا صوتك"، ومنهن من يأمل أن يمارس هذه المهنة بطريقة رسمية ومعترف بها.

مورد رزق

تقول السيدة "زينب": "منذ طلاقي وتخلي الجميع عني وعن أطفالي القاصرين، مررت بظروف مريرة. بحثت طويلاً عن عمل رغم أنه لدي شهادة من معهد السكرتارية وإدارة المكاتب، لكني لم أفلح في الحصول على شغل يناسبني، أو يؤمن لي دخلا أستطيع به توفير حياة كريمة لأطفالي".

استمر وضع زينب على ما هو عليه، إلى أن اقترحت عليها جارتها أن توصل ابنتها للجامعة مقابل مبلغ شهري. في بادئ الأمر استهجنت زينب الفكرة، وتوضح ذلك قائلة: "لن يرحمني المجتمع ولن يكف الناس عن ملاحقتي بثرثرتهم، خصوصا وأني امرأة مطلقة وعلى خلاف مع أهلي. لكني تشجعت ووافقت على ذلك، ومن حينها أصبحت أعمل كسائقة خصوصية. لم أعد أكترث لما يقال عني من المحيط الأسري أو الجيران. المهم أني أعمل بشرف وأصبح لدي دخل أستطيع أن ألبي به حاجيات أطفالي".

 

حلم السياقة

"حلمي من الصغر أن أصبح سائقة مثل أبي"، قالت سارة الفيتوري ذلك بكل فخر، مضيفة: "لا أخجل من مهنة أبي السائق، الذي قضى من عمره ثلاثين عاماً في قيادة الباصات وسيارات الأجرة. والدي علمني من صغري أنه ليس هناك ما يعير الإنسان إلا أن يمد يده أو يسرق. في البداية لم تسعفني الفرصة لرفض المجتمع واحتكار الرجال هذه المهنة. درست التمريض وظل حلم السياقة يلاحقني. اشتريت سيارة  بدأت في إيصال الممرضات معي في المستشفى. ثم انتقلت إلى إيصال السيدات اللاتي لديهن مناسبات اجتماعية لصالات الحفل".

مرت خمس سنوات الآن، منذ أن بدأت سارة تعمل كسائقة خصوصية وحلمها أن تصبح سائقة تاكسي عمومي في شوارع طرابلس.

 

- هنا صوتك