يصادف غدا "الثلاثاء"، 20 أكتوبر 2015، الذكرى الرابعة لمقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على يد مجموعة من الميليشيات ،مدعومة عسكريا من حلف شمال الاطلسي.
ومنذ ذلك التاريخ وليبيا تعيش على شفا حرب اهلية ،عززتها رغبة كل فصيل مسلح في السيطرة على مقدرات البلاد النفطية ، في وقت يحاول فيه الجيش العربي الليبي تحت شعار عملية الكرامة، محاولته الحثيثة لإرجاع البلاد الى سابق عهدها ،أيام حكم العقيد ،حين كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا.
حلم دبي يتحول الى كابوس الصومال
رغم الشعارات الرنانة التي اطلقها حكام ليبيا الثورة من خلال تحويلها الى "دبي"جديدة بعد السيطرة على مقدراتها الهائلة، أتت رياح التغيير بنتيجة عكسية، فتحولت أحلام دبي الى كابوس الصومال، بعد أن وجد المواطن الليبي نفسه غير قادر على توفير قوت يومه وغير آمن في بيته ومهدد بالموت في لحظة ، لتتلاشى بذلك الشعارات التي رفعتها ثورة فبراير عام 2011 ، من دحرللظلم والقهر وحكم الفرد الى تأسيس دولة للميليشيات ترفع شعار البقاء للأقوى.
أزمةُ متفاقمة واقتصادُ يحتضر
بعد مرور 4 سنوات على سقوط النظام ، تفاقمت الأزمات المعيشية لليبيين بسبب الاضطرابات الأمنية،حيث تحدثت منظّمات تابعة للأمم المتحدة بشكل مخيف عن الوضع الإنساني في ليبيا ، أوضحت فيه أنَّ غالبية النازحين داخلياً في هذه المدن يعانون نقص الدخل وارتفاع الأسعار، ورصد التقرير ارتفاع بعض الأسعار بنسبة 40% عن فترة ما قبل الصراع.
وتصدرت 224 ألف أسرة من ذوي الدخل المحدود، في ليبيا قائمة أكبر المتضررين من تدهور الأوضاع الاقتصادية، بعد تعطل المنح المالية التي تقدم لها من صندوق الإنماء الاقتصاديوالاجتماعي (الحكومي) المتعثر منذ سنوات.
وتوضح التقديرات الأولية أن مُعدل الانكماش في الاقتصاد الليبيخلال العام الجاري سيصل ما بين 25% إلى 30%، بحسب إدارة البحوث والإحصاء بمصرف ليبيا المركزي.
وأكد التقرير السنوي لديوان المحاسبة الليبي، أن البلاد صرفت من الأموال المجنبة (جزء من الاحتياطي النقدي لأوقات الأزمات) خلال 3 سنوات، 11.35 مليار دينار (9.08 مليارات دولار)، وقال التقرير إن إجمالي الأموال المجنبة بلغ حتى نهاية العام الماضي 17.3 مليار دينار ليبي (5.9 مليارات يورو، و5.3 مليارات دولار).
الثلاث من عام 2011 إلى 2014.
وتقوم ليبيا باستقطاع الأموال المجنبة، من عائدات النفط،لاستخدامها في وقت الأزمات، لتعويض نقص العوائد الناتج عن انخفاض أسعار النفط.
كارثة انسانية على الأبواب
تؤكد جمعية الهلال الأحمر الليبي في تقرير لها أن "تصاعد العنف المسلح في ليبيا أدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص بين 14 مايو 2014 ومطلع أبريل الجاري ". بالاضافة الى نصف مليون مهجر بعد الثورة
ويوضح التقرير أن طرابلس استقبلت العدد الأكبر من النازحين مع أكثر من 126 ألف شخص فيما سجلت بنغازي، ثاني مدن ليبيا، نحو 110 ألاف.
والإحصائية هي الأولى شبه الرسمية محليا، لكنها لم توثق حالات نازحين لجأوا إلى أقاربهم في المناطق الآمنة نسبيا، وآثروا عدم البقاء في المدارس والمخيمات.
وبحسب الهلال الأحمر دائما ، فإن بنغازي التي شهدت انطلاق احتجاجات 17 فبراير 2011 ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي تتصدر أعداد النازحين منها وإليها، تليها ككلة والمشاشية في الجبل الغربي، وورشفانة جنوب طرابلس.
وأشارت إلى تفاقم انتشار النزاع المسلح بين الجيش الليبي وجماعات متطرفة في أكثر من مدينة، مؤكدة أن المناطق الأساسية لأعمال العنف المسلح هي "بنغازي والمنطقة الغربية ومدينة أوباري ودرنة والمنطقة الوسطى".
ولفتت إلى أن مدينة درنة، معقل الجماعات المسلحة بشرق البلاد، شهدت "نزوحا ثانويا"، بينما في الجنوب حيث النزاع المسلح في منطقة أوباري يعتبر "صراعا قبليا داخل المدينة".
وقسم التقرير الصراع في المنطقة الغربية إلى قسمين الأول في محيط ككلة والقلعة بالجبل الغربي والثاني في منطقة ورشفانة.
لكن التقرير لم يتطرق إلى النازحين خارج البلاد في حين أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها أحصت في وقت سابق من العام نحو 100 ألف شخص فروا إلى الخارج ينضافون الى اكثر من مليون ليبي شردوا من منازلهم بعد الثورة ويعيشيون بين مصر وتونس ودول أوروبية.