أشار موقع "زفانتزيش مينوتن" السويسري الناطق بالألمانية إلى أن الأوضاع في ليبيا ماتزال، بعد ثلاث سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، مشتعلة وإلى أن البلاد تسير في طريق الفشل، بسبب الاغتيالات التي طالت حتى الناشطين الأجانب في المجال الإنساني، في إشارة إلى اغتيال ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السويسري مايكل غروب.

وأوضح الموقع أن الصراع أصبح أكثر دموية بعد مقتل معمر القذافي، غداة ثورة السابع عشر من فبراير، حيث لم يتوفر الأمن على عكس انتشار الفوضى والصراعات المسلحة والاغتيالات.

وكان آخرها عملية الاغتيال التي طالت السويسري ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في    مدينة سرت، وهو مؤشر على تفشَي الفوضى واتجاه الدولة الليبية نحو الفشل، إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدة هذا البلد على التحول الديمقراطي.

أسباب

وأشار الموقع إلى الترتيب الذي احتلته ليبيا العام الماضي 2013 في مؤشر الدول الفاشلة،  فمن أصل 171 دولة احتلت ليبيا المرتبة 54.

ونقل الموقع عن الخبير الأمني أندرياس ديتمان قوله إنه طالما لم يتم نزع أسلحة "الميليشيات"    التي قاتلت ضد كتائب معمر القذافي، لن تتخطَى  ليبيا  مرحلة الخطر والفشل، فالبلاد تعيش منذ الإطاحة بالقذافي على وقع حرب فرض وجود على حد تعبير  الخبير الأمني، وأشار هذا الأخير إلى أن الكتائب تمارس ضغوطا سياسية كبيرة على الأحزاب لفرض أجنداتها.

غير أن أندرياس أكد أنه لا يمكن التعرف بوضوح على التوجهات الحقيقية لمن وصفهم      

بـ"المتمردين"، حيث تختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم الأيديولوجية والعرقية، لكن ما يوحَد تلك الكتائب هو عدم رضاهم على أداء الحكومة، وفق رأي الخبير الأمني.

صراع

لكن أندرياس أشار إلى الصراع الجاري حاليا في ليبيا وخاصة بين من وصفهم بالإسلاميين والعلمانيين، الأمر الذي أدى إلى استهداف مكتب رئاسة الحكومة في طرابلس الذي يشغله حاليا رئيس الوزارء الجديد أحمد معيتيق.

وقد تعرَض معيتيق إلى حملة شرسة، حيث طعن في شرعيته إثر انتخابات في المؤتمر الوطني العام شابها كثير من الجدل، ما دفع رئيس الوزراء المتخلَي عبد الله الثني إلى التراجع عن تسليم مقاليد الحكم لمعيتيق، لتعيش ليبيا مرة أخرى صراعا سياسيا، بطلاه هذه المرة معيتيق والثني.

وقد دفع الوضع الذي تعيش على وقعه البلاد باللواء المتقاعد إلى شن "عملية الكرامة" لـ"تطهير" ليبيا من "الميليشيات الإسلامية" على حد تعبيره، لكن حفتر يتعرض هو الآخر لحملة تشكيك كبيرة في ارتباطه بالمخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) وبتوليه حربا بالوكالة عن الغرب ضد الوجود الإسلامي في ليبيا، و"الإرهاب"، كما يقول حفتر.