اعتبر الخبير في الشؤون الليبية علي شندب في حوار مع إذاعة صوت روسيا نشر يوم في 14 من يناير الحالي بعنوان ليبيا ما بعد القذافي والاصطفاف الدولي الجديد أن ما حصل في ليبيا من مؤامرة داخلية إقليمية وعربية ودولية يؤكد أن النظام الليبي السابق وليبيا قد تعرضا لتحالف كوني بكل معاني الكلمة.
ويرى شندب أن القضاء على النظام السابق أدى إلى وصول الحال في ليبيا إلى ما هو عليه الآن ضمن خطة للقضاء على الشخصيات والرموز القوية في النظام الرسمي العربي بغض النظر عن سمة الديمقراطية أو الديكتاتورية لهذا النظام أو ذاك، وقد كان قرارا خطيرا يهدف لوضع الشعوب في مواجهة بعضها البعض دون وجود قامة كبيرة أو شخصية كبيرة ذات هيبة أو قوة واحترام تمنع التقاتل.
ويذكر شندب أن انتشار الإرهاب في ليبيا اليوم هو الحقيقة الأكثر بروزا لكنها الحقيقة التي لم تدفع الأمريكي بوصفه رافعا شعار مكافحة الإرهاب إلى مكافحة هذا الإرهاب في ليبيا.
وأضاف لكن هذه الحقيقة أيضا تلقفها الفكر السياسي والاستراتيجي الروسي وبنى على نظيرتها في سوريا وهو أمر أشبه بمنصة سياسية لصواريخ استراتيجية ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول للأمريكيين الآن حان وقت التوازن، بهذا المعنى شكل تحالف الإرهاب المولود من رحم الثورات وخصوصا في ليبيا وسوريا أقلهم من حيث الشكل إطارا خطابيا لتحقيق أهداف موضوعية واستراتيجية عبر عنها أمران اثنان الأول هو الاندفاع الأمريكي في كثير من ملفات المنطقة والثاني الاندفاعات الروسية في نفس هذه الملفات وغيرها.
ويرى شندب أن ليبيا اليوم دولة فاشلة يحكمها الإرهاب الرسمي الذي نكل بالأمريكي وقتل سفيره في بنغازي تحت عين الشمس ، مضيفا وفي الوقت لم يقل هذا الإرهاب الرسمي إن روسيا خصما لنا كالأمريكيين وإن الرسائل التي وجهها هؤلاء الإرهابيون بحق السفارة الروسية في ليبيا يمكن احتسابها كرسائل تعبر عن خوف ناتج من مسايرة مستقبلية قد تبديها روسيا مع الأمريكيين بحق هؤلاء وهو ناتج عن تفكير روسي بلعب أوراق يملكها أو قد يملكه لقلب الطاولة على المشهد الليبي القائم، إذاً ليبيا ليست معيار، فالمعيار مقره في سوريا.
ويختم شندب القول بأن حصيلة إنجازات الثورات العربية، تتمثل في هدم المجتمعات والدول وقتل كل مقومات القوة العربية والجلوس على طاولة المفاوضات مع ايران بصفتها الوكيل الإقليمي لروسيا.
وهكذا فإن محصلة هذه الثورات تتمثل بالتالي: أولا تتويج ايران كقوة إقليمية يجب التحاور معها، ثانيا تمدد عنكبوتي روسي في المنطقة العربية والشرق الأوسط وقد أخذ بالتجذر، ثالثا استيلاء روسيا على عناصر قوة كانت حتى الأمس القريب ملك حصري للولايات المتحدة وخصوصا جمهورية مصر العربية الداخلة حديثا في شراكة شبه استراتيجية ومفصلية مع الاتحاد الروسي.
ويعتبر شندب أن ليبيا تتجه نحو ما يشبه الفراغ بعد اختفاء جماعاتها الدواعشية خصوصا وأن كلمة سر سوف تصل إلي عديد الدول العربية وستفرض بحكم الأمر الواقع مصالحة ليبية ترتكز أساسا على إلغاء الكتائب ودورها تحت طائلة التهديد بالملاحقات الجنائية الدولية.
وترتكز أيضا على عودة ملايين المهجرين من دول الجوار، وبعد تحقيق هذين الأمرين ستعيش ليبيا مخاضا طبيعيا وبعده تنتقل عبره إلى الاستقرار التدريجي، لأن الوجوه الليبية البارزة التي تعاملت مع الأمريكيين قبل الثورة وخاضت معهم خضم المؤامرة هي نفسها الوجوه التي ستدعو إلى تنفيذ هذا البرنامج وتطالب به، هذا ما أعتقده في المشهد الليبي وفق هذه السياسات التي تحدثت عنها.