ليبيا ملاذ الارهاب والصفيح الساخن لمن جاورها

شبكة النبأ المعلوماتية: خالد الثرواني 23 2015-7-10 3:22

ليبيا

داعش

العنف

ارهاب

الربيع العربي

شمال إفريقيا

 

 

بعد "الربيع العربي"، جاء الصيف المتشدد الذي لهبت ألسنة النار فيه، والتي أججها الفراغ الذي خلفه سقوط الانظمة في تلك الدول، مما جعل الملاذ آمنا في ليبيا مثلاً لتكون مصدرا للانتحاريين.

وعلى الرغم من ان التاريخ الطويل للجماعات الارهابية المتطرفة في دول المغرب العربي لاتزال هذه الدول تكافح ما أجل انهاء هذا الفكر.

فالجزائر شهدت عقداً من العنف الدموي، وإن كان السبب يرتبط بمنع الإسلاميين من تسلم السلطة بعد فوزهم في الانتخابات في البلاد بداية التسعينات. إلا أن العائدين من أفغانستان، الذين لم يشاركوا في الانتخابات أصلاً، كانوا قد بدأوا في تشكيل مجموعات مسلحة منذ البداية. وأراد آخرون ممن عادوا من أفغانستان، إعادة التجربة في أماكن أخرى، فشاركوا في القتال في البوسنة، وطاجيكستان، والشيشان.

وبعدما استطاعت الجزائر القضاء شبه التام على وجود التنظيمات الاسلامية المتشددة، لازالت تعاني الى الآن من بروز تجمعات وشخاص هنا وهناك يستهدفون الجيش الجزائري، او خلايا نائمة او فاعلة تصدر المفخخين عقليا الى مناطق الصراع.

وبعد حلول ما يسمى بالربيع العربي، استطاع الاسلاميون الصعود الى الواجهة ومسك مقاليد الحكم في تونس وليبيا ومصر، وكل هؤلاء الاسلاميين ينتمون الى الاخوان المسلمين الذي يتخذون من فكر سيد قطب منهاجاً لهم أي الفكر المتشدد، لكن سرعان ما انطفأ نجم الاسلاميين بالسلطة وارتفعت أسهم الليبراليين والعلمانيين، فاندع الاسلاميين المتشددين الى السلاح مجدداً في ليبيا ومصر وازداد نشاطهم في تونس، فمن المستفيد؟.

في خضم التوتر وشيوع السلاح تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة درنة الساحلية شمال شرق ليبيا والقريبة من الحدود المصرية الى جانب كونها تبعد نحو ثلاثمئة كيلومتر عن شواطئ اوروبا.

ويشكل هذا التواجد تهديدا لأمن ليبيا والدول المجاورة لها، وسط تساؤلات حول مسؤولية الغرب عن تنامي ظاهرة الارهاب في المنطقة.

مشهد يشبه رتل السيارات المحملة بمسلحي جماعة داعش اثناء سيطرتهم على مدينة الموصل في شمال العراق، الا انه رتل للجماعة في مدينة درنة شمال شرق ليبيا بعد ان تمكنت داعش من السيطرة عليها.

ولداعش على أطراف المدينة وفي الجبال المحيطة بها ستة معسكرات لتدريب المتطوعين، وأضحى ملعب كرة القدم في درنة التي يبلغ عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة، ساحة لتنفيذ الإعدامات بطريقة قطع الرؤوس التي تعد ماركة مميزة للجماعة اينما حلوا.

وتقول مصادر ليبية ان الجماعة استغلت الفوضى السياسية في البلاد وتقوم بالتوسع غربا على امتداد الشواطئ الشمالية.

ويرى الكثير من الخبراء ان الغرب مسؤول عن تنامي معاقل الارهاب في شرق ليبيا وان الارهاب لم يعد يهدد امن ليبيا والبلدان المجاورة لها فحسب وانما أصبح بمثابة سفن مفخخة قد تتوجه في اي وقت باتجاه سواحل الدول الاوروبية.

على الصعيد الاقليمي يرى خبراء عسكريون مصريون بينهم اللواء طلعت موسى ان وجود عناصر داعش في ليبيا مع عدم سيطرة الحكومة المركزية على الأوضاع، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري، الا ان المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمود خلف، أكد أن الجيش المصري الذي يملك مليون وثلاثمائة عنصر، لا يشغله مئات أو آلاف ممن وصفهم بالمرتزقة.

وقال مصدر أمني جزائري، إن اجهزة الأمن في تونس، ومصر والجزائر تم استنفارها بالفعل لمتابعة عمليات تدفق المقاتلين إلى ليبيا، وتعني المعطيات الجديدة أن ليبيا ستشهد مواجهات بين "داعش" وباقي دول العالم.

وتذكر تقارير ان مسلحين من عشر دول عربية وأفريقية وغربية يتدفقون بشكل يومي إلى ليبيا عبر تونس وعبر الصحراء، قادمين من موريتانيا ومالي والنيجر، وان ثلاثمئة من عناصر داعش في درنة هم ممن كانوا يقاتلون في العراق وسوريا، وان هناك اسباب عديدة لتجمعهم في ليبيا منها التضييق الشديد المفروض على تدفق المتطوعين في المنافذ التي تربط العراق وسوريا بباقي العالم، وتوفر السلاح بكميات كبيرة في ليبيا.

كما انتشرت دعوات للنفير إلى ليبيا والانضمام الى داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واللافت ان بعض الشباب المصري قد أعلن بالفعل انضمامه او استعداده للانضمام إلى الولاية التي تشكلت لداعش في ليبيا.

ففي أواخر 2013 عاد شابان تونسيان من معسكر للمتشددين في ليبيا وخططا لتفجير نفسيهما وسط سائحين أجانب.

حاولا فكان مصيرهما الفشل الذريع اذ لم تنفجر قنبلة بسبب عطل بينما لم تقتل الأخرى سوى المهاجم على رمال منتجع سوسة التونسي.

وبعد ذلك بعامين نجح ثلاثة آخرون من المتشددين التونسيين الذين تلقوا تدريبا في ليبيا في إراقة الدماء مرتين فصلت بينهما بضعة أشهر في سوسة والعاصمة تونس فقتلوا 60 شخصا جلهم من السائحين في هجومين هما الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

وبعد أن حظيت تونس بالإشادة باعتبارها صاحبة التجربة الوحيدة الناجحة بين الدول التي شهدت موجة "الربيع العربي" تجد الآن نفسها وديمقراطيتها الوليدة تحت حصار توسع المتشددين في شمال أفريقيا حيث يعيد متشددون اتجهوا للتطرف داخل تونس وتدربوا في ليبيا تصدير فكرهم العنيف إلى الوطن.

* شبكة النبأ للمعلوماتية