انسياقا لتعليمات و"أوامر" نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) المثيرة للجدل بشأن الإصرار على تثبيت أحمد امعيتيق في رئاسة الحكومة الجديدة، رغم الشكوك المثارة حول التصويت على رئاستها .. وبشأن منحها الثقة التي لم يحضر جلستها إلا 93 من أعضا ء المؤتمر الـ 200 ،  توجه أحمد امعيتيق بعد غروب شمس أمس الإثنين مرفوقا بعدد من أعضاء حكومته التي لم يكتمل تعيين وزرائها بعد .. حيث لم يعين بها حتى الآن وزراء : الخارجية والدفاع والتخطيط والصحة، توجه إلى مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة وسط العاصمة طرابلس تحت حماية قوة من "درع الوسطى المستدعى من ابو سهمين" والذي لم يلق أية مقاومة من حرس رئاسة الحكومة ،حيث صدرت له التعليمات بالسماح لمعيتيق ومرافقيه دخول مقر الرئاسة دون أية عراقيل ، حسبما أوضح عبد الله الثني في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مبنى وزارة الكهرباء في الساعة الرابعة تقريبا من بعد ظهر اليوم . 
وفي بيان بثته مباشرة قنوات فضائية قريبة من رئيس الحكومة المثار جدل قانوني حولها عند الساعة  الحادية من الليلة الماضية ، أعلن أحمد عمر امعيتيق "مزاولة حكومته لمهامها دون أن يشير إلى إجراءات التسليم والإستلام بين حكومته .. والحكومة المؤقتة " وذلك بعد تزايد الدعوات له للاعتذار عن قبول رئاسة هذه الحكومة .    
وقال الثني في المؤتمر أيضا إن "إجراءات التسليم والاستلام لم تتم بعد" وذلك "انتظارا لما تصدره الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا بعد غد الحميس بشأن الطعن المقدم لها بعدم قانونية تثبيت امعيتيق ومنح الثقة لحكومته، التي أدت القسم بطريقة غير قانونية أيضا ، إلى جانب ما سيصدر عن المحكمة المختصة يوم الإثنين المقبل، من قرار بشأن الطعن الإداري حول التصرفات الإدارية المرتكبة من المؤتمر والحكومة الجديدة" مشيرا إلى أنه "على جميع الليبيين أن يدركوا أنه ليس من مصلحة البلاد الدخول في دوامة القتال لأن دم الليبي على الليبي حرام " داعيا "إلى أن يجلس العقلاء على طاولة حوار يجمع كل الأطراف دون تهميش أو إقصاء ، ليؤدي هذا الحوار إلى الإنتقال السلمي للسلطة" .. 
الثني بعد توجيه تعازيه إلى أهالي الــ21 قتيلا ، وتمنياته بشفاء الــ91 جريحا ضحايا الاشتباكات بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والقوى (الإسلامية المتشددة) المناوئة له قال "إن حكومته "المؤقتة" لم تصدر أية أوامر بإطلاق النار في الاشتباكات ، وأن المشكلة الأساسية تكمن في أن قيادة الأركان تتلقى التعليمات من المؤتمر الوطني ما يعني أن مسئولية الأحداث يتحملها هذا المؤتمر" .   
على صعيد آخر .. عقد المؤتمر الوطني (البرلمان) أمس جلسة اعتيادية وصفها عضو بالمؤتمر بأنها "جلسة تشاورية لم يتم فيها صدور أي قرار بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني .. ولم يتم التطرق إلى ميزانية العام الجاري رغم مضي نصف العام بدون ميزانية" ، وفي ختام جلسة المؤتمر تلى عمر أبوليفة المسؤول بلجنة القوانين والتشريعات بالمؤتمر بيانا حمل فيه "على زيدان "رئيس الحكومة المقال" مسئولية ما يجري في ليبيا من أزمات سياسية وأمنية" 
من جانبه ، قال محمد عريشية عضو المؤتمر المسئول بلجنة الإعلام : "لم يتخذ المؤتمر في جلسته التي اعتبرت اليوم تشاورية أي قرار وذلك لعدم اتفاق الأعضاء محدودي العدد، على أية نقطة متداولة بما فيها الوضع السئ في بنغازي" وأوضح عريشية الذي يرأس حركة سياسية تسمى "انصاف" أن الأزمة في ليبيا تتمثل في وجود 3 رؤساء لـ "حكومة أزمة واحدة وحلها الأوحد سياسي يجب الإتفاق عليه عبر مائدة حوار يحضره الجميع دون تهميش أو إقصاء"