بين موقع ذي ناشيونال الاماراتي، أن الليبيين توجهوا الأربعاء إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب مجلس النواب الجديد، الذي سيحل محل المؤتمر الوطني العام الحالي، غداة تعرضه لانتقادات شديدة في جميع أنحاء ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، مع اتهامات بعدم الكفاءة والفاعلية.

ولاحظ الكاتب أن هذه الانتخابات التشريعية ستكون الثالثة منذ نهاية حكم معمر القذافي، مشيرا إلى أن كثير من الليبيين يتساءلون علنا عما إذا كانت هذه الانتخابات الفرصة الأخيرة لتنقذ ليبيا نفسها من الانهيار التام للدولة، ولاحظ أن المشكلة التي تواجه ليبيا ذات شقين ، وهي واضحة إلى حد ما.

فـــشل وانهــــيار:

الشق الأول من هذه المشكلة هو العنف، أما الشق الثاني فهو من المستفيد من غياب قيادة موحدة قوية، وتجري هذه الانتخابات في وقت فشلت فيه مؤسسات الدولة تقريبا، ويقف البلد على شفا الانهيار،  وفي خضم هذه الفوضى، برز اللواء المنشق خليفة حفتر.

وليس من المستغرب أن نرى عددا كبيرا من الليبيين يعبرون عن دعمهم له، خاصة وأنه قد أعلن استعادة القانون والنظام وملاحقة العناصر المسلحة المتطرفة داخل البلاد، هذا وأصر حفتر في مقابلة أجريت معه مؤخرا، على قوله بأنه ليس منشقا أو متمردا، لأنه "لا توجد دولة أصلا للتمرد عليها"، وهو شعور ساعد على تعاطف العديد من الليبيين معه.

ولكن، من غير المرجح أن تؤدي استراتيجيات اللواء المتقاعد إلى تشكيل دولة، حسب الموقع، بل على العكس من ذلك، ربما سيستمر في تعطيل شبكات المتشددين الراديكالية النشطة في ليبيا، ولكن على حساب إضعاف بنية الدولة الرسمية.

خــــــــيار:

ويقول الكاتب إن هناك خيارا آخر، مع ذلك، فمعارضة نهج حفتر ستقع على عاتق مجلس النواب الجديد، وقد طرحت هذه الفكرة في ليبيا للتفكير جديا في الخروج بالبلاد من الأزمة، حيث ستحتاج إلى قائد واحد، ليس دكتاتورا مستبدا، ولكن شخصا يتم انتخابه مباشرة من قبل الشعب الليبي، ويخضع للمساءلة المباشرة لهم.

وفي قادم الأيام، وحتى قبل أن يتداول مجلس النواب مسألة ما إذا كان ينبغي أن يكون هناك انتخابات رئاسية، من المرجح أن يعرّف مختلف المرشحين بأنفسهم، وأشار الكاتب إلى أن هؤلاء المرشحين سيتعين عليهم أولا التعامل مع مسألة العنف ونزع سلاح الكتائب، مؤكدا أن هذا هو التحدي الذي يواجه ليبيا منذ سقوط القذافي، الواضح أن الشعب الليبي يرغب في العيش في بلد مسالم، وأية رئيس ناجح حقا سيتحتم عليه القيام بذلك، وهذا يتطلب تفويضا قويا.

وسيتوجب على الرئيس الجديد إرساء عقد اجتماعي جديد بين الليبيين، وهو أمر من شأنه أن يحتاج إلى وساطة بين القبائل أكثر من المواطنين الأفراد.

فمن الصعب تحديد شخص واحد يمكن أن يكون بعيدا عن الاستقطاب الموجود الآن في ليبيا، ومن الصعب كذلك التغلب على الفجوة غير الإسلامية والإسلامية، لكن ذلك ليس مستحيلا،  ويتوجب على شخص ما أخذ الخطوة الأولى، شخص يمكن أن يوحد كتلة هامة من الليبيين معا، ويمكنه بناء تحالف واسع  يتألف من مختلف الفصائل، للخروج بليبيا من المأزق الحالي.