تطرق الصحفي الإيطالي ميكالي بياري في مقال نشر على الموقع الإخباري لافورميكا الايطالي، إلى مسألة "الإرهاب" في ليبيا وانتشار "الجماعات المتطرفة " في مختلف مناطق البلاد واتساع دائرة أنشطتها.

 واعتبر أن الدولة في ليبيا قد عجزت عن السيطرة ومواجهة هذه "الميليشيات " نظرا لضعف أجهزتها ومؤسساتها، ما دفع بالمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة إلى السعي لدعم بناء جهاز الشرطة والجيش، بهدف الحد من هذه الظاهرة ومحاربتها لضمان الاستقرار والأمن في البلاد.

"انتخابات دموية"

وأشار كاتب المقال إلى أن المناخ العام في ليبيا يتسم بالفوضى والتدهور، وقد ألقى بظلاله على الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأربعاء الماضي ، حيث شهدت عملية اغتيال الناشطة الحقوقية والمحامية سلوى بوقعيقيص في منزلها من قبل مسلحين، من ناحية أخرى أدلت الإدارة الأمريكية بشهادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مؤكدة أن الولايات المتحدة قد أنفقت أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات لليبيا، إلا أنها تواجه صعوبة في إعادة بناء البلاد بسبب غياب الأمن، كما أصبحت مشغولة بجبهات أخرى مثل أوكرانيا وخاصة العراق، وهو ما من شأنه أن يقلل من انتباهها مما يحدث في ليبيا.

 وأضاف أن النائب ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إد رويس في تصريح لصحيفة الدايلي بيست بأن ليبيا أصبحت تستخدم كمعسكر لتدريب "الإرهابيين "،  فتدهور الوضع الأمني واستمرار حالة عدم الاستقرار جعل من تلك البلاد ملاذا آمنا لهم، ما مكنهم من النجاح في تنفيذ عملية الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من الموظفين يوم 11 سبتمبر 2012.

 تدريب

ولفت كاتب المقال إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تسعى لتعزيز الأمن في ليبيا، من خلال تدريب ما بين 5 و 8 آلاف وحدة من الجنود (هناك التزام مماثل لإيطاليا)، لكنها لم تبدأ بعد في الشروع في تنفيذ هذا المشروع لأسباب مادية، خاصة وأن ليبيا لم تسلم الجانب الأكبر من الدفوعات التي وعدت بها الولايات المتحدة مقابل التدريب التي تصل قيمتها إلى حوالي 600 مليون دولار، إلى جانب عدم توفر البيانات حول الأشخاص الذين سيتم تدريبهم  وكذلك عدم وجود الأمن الكافي للمدربين.

 وأكد أنه من بين المخاوف التي تتهدد المنطقة تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب، ووقوع بعض مخزونات أسلحة القذافي بين أيدي الجماعات "الإرهابية" النشطة في سوريا وفي ساحات أخرى للحرب، وقد أكد مسؤولون خلال جلسة الاستماع للحكومة أن الانتقال الديمقراطي في ليبيا يستوجب تكثيف الجهود والمشاركة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وتعزيز الدعم المباشر لليبيا والأنشطة الدبلوماسية في البلاد، بهدف تجنب مخاطر "الإرهاب".