ذكر موقع صحيفة جورنال دي ديمانش الفرنسية الأسبوعية-  تأسست سنة 1855 مقربة من الاشتراكيين- في تقرير لمراسل الصحيفة في طرابلس ماتيو غالتييه نشر الأحد 8 يونيو بعنوان : "هل أن ليبيا قادمة على حرب جديدة؟"، أن ليبيا على حافة الانفجار وتعيش حالة فوضى عارمة، في ظل اضطراب مؤسساتي ومواجهات بين وحدات عسكرية وجهاديين.

وبعد مرور عشرين شهرا على مقتل معمر القذافي، يتوقَع غالتييه حدوث حرب جديدة في ليبيا، في ظل وجود مؤشرات مقلقة، خاصة بعد دعوة سفارات الولايات المتحدة وكندا والفليبين لرعاياها إلى مغادرة ليبيا، بينما ذكرت منظمة الصليب الأحمر الدولي إنها تكفر في مغادرة البلاد وفتح مراكزها على الحدود التونسية- الليبية.

صراع

ومنذ منتصف مايو الماضي، قامت الولايات المتحدة بإرسال ألف جندي على متن سفينة حربية في البحر المتوسط لإجلاء طاقمها الدبلوماسي في حال تطورت الأحداث في البلاد، بينما قال دبلوماسي أوروبي "الوقت لم يحن بعد للهرب من ليبيا، لكننا جاهزون لحالة الطوارئ".

ويقول غالتييه إن الفوضى أصبحت حالة متواصلة في ليبيا، خاصة في ظل وجود حكومتين تتصارعان على السلطة هما أحمد معيتيق المدعوم من قبل الإسلاميين، حيث يقول مساندو رئيس الحكومة المستقيل عبد الله الثني إن عملية انتخابه لم تكن شرعية، وهو ما جعل الوضع السياسي في البلاد في حالة انسداد، خاصة وأن ميزانية 2014 لم تحظ بعد بمصادقة المؤتمر العام، أما في شرق البلاد فتستمر المواجهات العسكرية بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والكتائب.

وأطلق حفتر منذ منتصف الشهر الماضي عملية "الكرامة" لتطهير البلاد من "الإرهابيين"، بما فيها الكتائب الثورية الإسلامية وتنظيم "أنصار الشريعة" مدعوما من قبل وحدات عسكرية، فيما قصف "الجيش الوطني الليبي" أحياء تتمركز فيها الكتائب، وخلف إلى حد الآن مائة قتيل، فيما تتهم الأطراف المعادية لحفتر بأنه يتلقى دعما من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) التي يتعامل معها منذ سنة 1990.

وقال الشيخ السلفي التونسي كمال زروق إن "الجهاد في ليبيا فريضة معتبرا أن "المجرم" حفتر يريد قتل إخوانه في ليبيا"، بينما يساند جزء من سكان بنغازي عملية حفتر التي قال عنها أحد مساعديه أنها ستستمر من ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة، مما اضطر العائلات إلى إبعاد النساء والأطفال عن مناطق الصراع قبل ثلاثة أسابيع من دخول شهر رمضان، بينما يقول الطبيب أحمد :"لقد قاتلنا ضد القذافي وحان وقت محاربة الإرهابيين لن نترك لهم المدينة."

ويخلص غالتييه إلى القول إنه من المتوقع أن يحصل حفتر على دعم جنوب البلاد، حيث ذكرت مؤسسة البحوث البريطانية "هنري جاكسون سوسايتي" أن القوات الخاصة والأمريكية والفرنسية والجزائرية متمركزة في منطقة الساحل لمهاجمة معاقل "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، الحليف المقرب من "المتشددين" الليبيين.