دشنت مجموعة من النساء الليبيات، والحقوقيات، والناشطات في المجتمع المدني والمُستقلات وغير ذلك، صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأخرى على  موقع تويتر تحت مسمى (الحجر الصحي – quarantine)، لتسليط الضوء على مختلف القضايا التي تعنى بالمرأة في ظل أزمة جائحة كورونا تحت هاشتاق #حملة_يوميات_كورونا.

وتهدف الحملة إلى عرض معاناة المرأة الليبية في ظل أزمة جائحة كورونا على منصات التواصل الاجتماعي، مع الحرص على فتح خطوط تواصل بين المتضررات والجهات المعنية بالدولة، إضافة إلى تسليط الضوء على النساء الليبيات اللواتي يكافحن للاستمرار في أعمالهن وتقديم يد العون إلى من يحتاجها والعمل على تقويض الأزمة.


النزوح والتهجير ومواجهة كورونا

وفي إطار الهدف الرئيسي للحملة، استهلت القائمات على الصفحة أعمالهن خلال الأسبوع الأول بتسليط الضوء على قضية "النزوح والتهجير ومواجهة فيروس كورونا"، باعتبارها إحدى أهم القضايا التي تشغل المرأة الليبية حاليًا، قائلين "أصبح اليوم خطر الإصابة بالفيروس على مقربة من كل شخص لا يتواجد في بيئة نظيفة وصحيّة، في الوضع المعتاد تحرص النساء جيدًا على صحّة أفراد أسرهن لأن نظافة البيئة إحدى أهم الأسباب لحماية الفرد، ولكن ماذا لو كان الشخص يعيش في زمن الوباء والحرب معًا؟  تتضاعف فرصة إصابة الشخص عندما يتواجد في بيئة غير نظيفة كتلك التي يتواجد فيها العائلات النازحة في المدارس أو في مراكز الإيواء والتي تحتوي على عدد كبيرة من الناس يصعب فيها تطبيق قوانين التباعد الاجتماعي يكون الناس في هذه الظروف أكثر عرضة للإصابة من الشخص المتواجد في ظروف طبيعية. نحن نعلم جيدًا الحالة النفسية للنساء في هذه الظروف بين نزوح ووباء وشعور بالمسؤولية تجاه حماية عائلاتهم"، وطرحت الصفحة مجموعة من التساؤلات على المتابعين هو "في رأيك ما هي أفضل الطرق لِمساعدتهن؟، وإلى أي درجة يتعلق الأمر بسلامة أطفالنا؟ وكيف تحمي أطفالك؟"، داعية إياهم إلى تقديم أفكارهم ومقترحاتهم بالخصوص. 


مشاركة إيجابية 

نائبة رئيس وحدة دعم وتمكين المرأة حنان الفخاخري، علقت خلال مشاركتها في حملة يوميات كورونا قائلة "للمرأة دور مهم ومسؤولية اجتماعية وأسرية تعاظمت ووقعت على عاتق المرأة في ظل هذه الظروف، إذ أن تحملها يضمن نجاح الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة انتشار الفيروس المميت، فالمرأة هي خط الدفاع الأول عن الأسرة، وحمايتها من ألا ينال كوفيد-١٩ أحدا من أفرادها، ولن يتحقق هذا الهدف المنشود دون مشاركة المرأة، فهي المسؤولة عن الحث والتذكير بأهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي، وهي أيضا التي تساهم في رفع مناعة أفراد أسرتها بتقديم الغذاء الصحي المناسب لهم، كما أنها القادرة على توفير عوامل الجذب التي تشجع على أفراد الأسرة على الالتزام بالبقاء في المنزل أثناء الفترة المفروضة لعدم التنقل. مسؤولية المرأة ودورها الحيوي والهام في هذه الأزمة، استشعرته القيادة السياسية، حيث رأت أنها مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بتوفير كل ما يحقق هذه الأهداف، حيث يحمل دورها ومسؤوليتها في بعدها الاستراتيجي مبدأ أمن وحماية الوطن من هذا المرض وتقليص فرص انتشاره، شكراً لكل امرأة في خطوطنا الأمامية، فسيرة كل امرأة عاملة في القطاع الصحي اليوم جديرة بأن تملأ صفحات البطولة بمنجزات ومواقف، تواجه الحرب ضد هذا الوباء، وتعرض نفسها لخطر مخالب هذا الفيروس... شكراً لكل امرأة في بيتها، إذ المرأة في البيت كالشمس في ضحاها، وكالنور الذي مهما ألقي عليه من أغطية المسؤوليات ظلّ مشرقاً ينير فوق ما يلقى عليه منها، والمتأمل للمرأة في بيتها اليوم يجد أن أعمالها مضاعفة، ومسؤولياتها مترادفة بسبب هذا الوباء، فأصبحت رعاية أفراد أسرتها صغاراً وكباراً تقع على عاتقها".

من جهتها علقت السيدة وجدان عبد اللطيف الشريف "ممرضة، وفنية تحاليل بخبرة 14 سنّة في المجال"، قائلة "لست نادمة على دخولي مجال التمريض، لطالما أحببت تقديم المساعدة"، واصفة دور النساء من حولها من دكاترة، وممرضات ونساء في الأطقم المساعدة على أنهن يواجهن الصعوبات بشجاعة كبيرة، ولديهن شغف كبير للتعلم كل يوم، ويبتسمن طوال الوقت ليبثوا شعور الراحة والطاقة الايجابية في المرضى.

وفي الجنوب الليبي، لطالما كانت نِساء الجنوب مثال يقتدى به للمرأة القوية، الرائدة والمبادرة، هذا ما أثبته السيدة جميلة بشير الطاهر مديرة مركز الجميلة للخياطة والتدريب، والذي يُوفر فرص توظيف للنساء، حيث قام المركز بمساعدة  16 سيدة حتى الآن في إيجاد عمل، وكباقي المشاريع تأثر مشروع السيدة جميلة بجائحة فيروس كورونا، ولكن هل جعلت الفيروس يقف عائقًا أمام دورها الفعال في المجتمع؟ بالطبع، لأ!، تجيب جميلة قائلة "في 23 مارس غيرنا خط انتاج المركز من خياطة الملابس إلى خياطة الكمامات بشكل تطوعي ومجاني، وتم توزيعها على مختلف الجهات العامة والخاصة، كما استمر العطاء لإنتاج بدل واقية تساعد الأطقم الطبية على حمايتهم خلال عملهم ولكن للأسف شحً المواد المطلوبة لم يساعدنا في استمرار إنتاجها، ونرحب بأي مساعدات للعمل وانتاجها البدل الواقية مجددًا".