ساهمت د. أسماء علي الغودي رئيسة قسم المستلزمات الطبية بمستشفى الجلاء للنساء والولادة، بالتعاون مع صندوق تحقيق الاستقرار في ليبيا، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في صيانة المستودعات والمرافق التابعة لقسم المستلزمات الطبية بمستشفى الجلاء بطرابلس.

وقالت الغودي، "إن ما يحدث الآن في ليبيا وفي العالم بأسره هو أمر جديد بالنسبة للبشرية جمعاء. إن جعل الناس يتبعون إجراءات معينة ويتقيدون بنمط حياة كهذا ليس بالأمر السهل اطلاقاً، لكنني أعتقد بأنها فرصة للتغيير إلى الأفضل“.

وأضافت "أعتبر نفسي قائدة، لكنني لست ممن يجلسون في المكاتب ويكتفون بالعمل المكتبي، إنني اكرس نفسي بالكامل وأتعمق في أي مهمة تُعهد إلي، بما في ذلك حمل ونقل صناديق الأدوية الثقيلة والكبيرة لتنظيم المخزن. أنني جزء من الفريق ويجب أن أكون قدوة حسنة“.

من جهته أثنى مدير مخازن الأدوية، أحمد الشاوش، على مديرته د. أسماء الغودي، قائلا "إنني أعمل منذ ثماني سنوات جنباً إلى جنب مع الدكتورة أسماء، أو كما أطلق عليها "المرأة الحديدية“. أعترف بأنني لم أكن أتصور أن المرأة يمكن أن تكون صبورة وتظهر مثل هذه العزيمة والقوة في الأوقات والظروف الصعبة حتى ألتقيت بها”

وصرحت الدكتورة: "لا أرى أي فرق بين النساء والرجال لأداء هذا العمل. تحتاج فقط إلى المعرفة والإرادة والشجاعة لتكون قدوة للموظفين”.

عندما تكون الخبرة غير كافية …

يقول الدكتور الشاوش: "يعد قسم الصيدلة والمستلزمات الطبية هو أحد أهم الأقسام في المستشفى". وأضاف: "نحن من نقدم المستلزمات الطبية، سواء كانت أدوية أو مؤن أو معدات للأطباء والممرضات وغيرهم من العاملين الطبيين لاستخدامها، لذلك يجب أن تكون هذه الأشياء جاهزة ومتاحة لهم دائماً“. ويلخص قائلا: "حتى في ظل الظروف الصعبة وقلة الموارد، فإن فريقنا برئاسة الدكتورة أسماء، دائماً ما يجد طريقة لتوفير مايلزم ”.

خلال السنوات الماضية ، أدى نقص الموارد اللازمة التي تحافظ على منطقة تخزين الأدوية في مستشفى الجلاء إلى أضرار جسيمة، حيث اتلفت الأسقف والأرضيات ونظام التهوية.

وتقول الغودي: "لتخزين الأدوية، علينا اتباع بروتوكولات معينة واتخاذ التدابير الاحترازية. يجب أن تكون البيئة نظيفة وبها تهوئة جيدة، كما يجب أن يكون المكان واسعاً لتسهيل عمليتي النقل والتصنيف. يجب أيضاً تخصيص أماكن لمواد معينة مثل الأدوية منتهية الصلاحية، والتي تحتاج إلى التخزين في أماكن خاصة. لسوء الحظ، افتقرنا إلى كل هذه العناصر“.

ويوضح الشاوش: "لقد كان العمل في هذا المكان تحدياً! كانت الرائحة المنبعثة والرطوبة مزعجتين للغاية، ولم يستطع العديد من الموظفين التعامل معها ولذلك تركوا العمل“.

وتقول الغودي: "كانت هناك محاولات عديدة لإصلاح المكان، لكن لم تنجح أي منها في النهاية. أنا أيضاً فكرت في ترك العمل لأن البيئة لم تكن صحية على الإطلاق، حيث كنت معرضة باستمرار لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي".

على الرغم من الظروف الصعبة، ظلت الدكتورة أسماء وفريقها ملتزمين بشكل تام بتقديم أفضل خدمة للمرضى في مستشفى الجلاء. شغفهم لمساعدة أولئك الذين هم في أشد الحاجة هو ما يمنحهم الطاقة ويلهمهم على الاستمرار.

هذا وقام صندوق تحقيق الاستقرار في ليبيا، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بقيادة مؤسسات وطنية ومحلية وبدعم من 13 شريك دولي والحكومة الليبية، بصيانة المستودعات والمرافق التابعة لقسم االمستلزمات الطبية بمستشفى الجلاء بطرابلس.

وتضمنت الأعمال صيانة المخزن الرئيسي وإصلاح الأسقف والأرضيات والواجهة وطلاء كامل المكان ومعالجة مشاكل الرطوبة والتسريب وتركيب أبواب خاصة للحفاظ على برودة الأدوية وكذلك تركيب النوافذ التي توفر إضاءة وتهوية جيدتين.

تم تجهيز المكان الآن لتخزين الأدوية والمعدات الطبية بطريقة صحية، وفقاً للبروتوكولات الصحية الوطنية. كما قامت الدكتورة أسماء وفريقها بتحسين تنظيم المخلفات الطبية، واستحداث قسم للصيدلة، وقسم للأدوية منتهية الصلاحية، ودورات مياه، ومساحة للموظفين أيضاً. كما يحتوي المبنى على سطح خارجي وقضبان فولاذية أمنية لحماية الأدوية والمعدات من السرقة.

تقول الغودي: "الآن لا أفكر في ترك وظيفتي، يمكنني العمل هنا لمدة 10 سنوات أخرى على الأقل. أصبح هذا المكان وافراً ونظيفاً ومحمياً. لقد أصبحت عملية فرز وتنظيم الأدوية والمعدات أسهل بكثير والأهم من ذلك، يمكننا الآن التخلص من النفايات الطبية ”.