"ليلة الحصان" عرض في الفروسية في نسخته الأولى نظمه الاتحاد المهني المشترك للجواد (غير حكومي) بالشراكة مع وزارة الثقافة التونسية، أقيم لأول مرة بقصر الجم الأثري ليلة السبت.
هذا العرض الفني زاوج بين الأصالة والمعاصرة وروى تاريخ الحضارات التي تعاقبت على تونس، وكان موعدا جديدا مع الثقافة والأصالة لإحياء الفروسية التقليدية والصناعات التقليدية المرتبطة بها، بحسب مراسل الأناضول.
خيول عربية و بربرية أصيلة و مؤثرات صوتية و ضوئية حديثة ضمن فضاء لطالما كان رمزا للقوة وحلبة اختزلت صراع الحضارات واستمرار الحياة.وشهد العرض أنواعا مختلفة من الموسيقى تجمع تاريخ تونس، وشاركت فيه الفنانة التونسية "امال السديري".
وسعى العرض إلى إبراز ثلاثة وجوه نسائية طبعت تاريخ تونس، وهن عليسة (مؤسسة قرطاج) والكاهنة (قاومت الفتح الاسلامي) والجازية الهلالية (بحسب الأساطير زعيمة من قبائل بني هلال)، وهذا الثلاثي هو ثلاثي الضفيرة، ضفيرة الجازية (المتخبلة في شعورها) وضفيرة النسيج التاريخي الطويل بألفياته الثلاثة (ثلاثة الاف سنة ) ووقعته حوافر خيل حنبعل والكاهنة وعقبة بن نافع وخيل بني هلال.
ودار العرض حول مختلف وجوه الفروسية التقليدية وهي "المنشاف" و"العقد" و"المداوري"، إضافة إلى عروض في الفروسية الكلاسيكية.
"المنشاف" هو إرسال الجواد في أقصى سرعة يقوم فيها الفارس بحركات تبين مهارته في التحكم في البندقية وتشغيل البارود والسيف "العقد" ويضيف المنشاف صعوبة المحاذاة لمجموعة من الفرسان، أما "المداوري" فهو فن خاص بتونس وهو القيام بحركات بهلوانية فوق صهوة الجواد في فضاء مستدير.
تواصل العرض لقرابة الساعة والنصف، احتفل بموروث ثقافي يصارع البقاء من موسيقى وغناء وأساطير وشعر ومشاهد امتزج فيه وقع حافر الخيل بصوت البارود وزغاريد النسوة و طبول المعارك ..
وسعى المنظمون لهذا العرض إلى الترويج للخصوصيات الثقافية للبلاد التونسية والترويج للسياحة إضافة إلى إبراز خصوصيات اللباس التقليدي للقبائل التونسية.
وكما تضمن العرض فقرات سينمائية مصورة عبر شاشة ضخمة تبرز مكانة الفروسية في السينما التونسية و الشعر التونسي.
وفي تصريح للأناضول، أبدى وزير الثقافة مراد الصكلي "دعم الدولة لهذه التظاهرة الثقافية من منطلق المحافظة على التراث وثمن دور المجتمع المدني والقطاع الخاص الذي احتضن هذه التظاهرة وساهم في إنجاحها".