وصف المبعوث الأممي الخاص للدعم في ليبيا "برناندينو ليون" أجواء المحادثات الجارية بين الفرقاء الليبيين في جنيف بالإيجابية والبناءة، وأنها ظلها تبادل الأفكار الجيدة بشكل بناء ،وقال "إن عملية الحوار الليبي ستستغرق وقتا ولن تسفر عن نتائج فورية".
وقال ليون على هامش الجولة الجديدة من الحوار الليبي التي عقدت اليوم الاثنين ،في مكتب الأمم المتحدة في جنيف: إننا نتعامل مع قضايا صعبة للغاية وسيستغرق الأمر وقتا، فلا تتوقعوا نتائج فورية. من المهم بناء الثقة وأن تكون جميع الخطوات التي نقوم بها خطوات سليمة. وسيكون هذا هو سبيل للخروج بنتائج جيدة في وقتها، وهذا لن يحدث بشكل فوري."
و أضاف المبعوث الأممي الخاص في تصريحات نشرتها البعثة على موقعها الخاص ،"اليوم نستكمل العمل الذي بدأناه الأسبوع الماضي، عدنا إلى بعض النقاط الرئيسية التي اتفق عليها في الأجندة وبشكل رئيسي ما يتعلق بقدرة الحكومة. إنه عمل إيجابي وتبادل جيد بين جميع المشاركين، وأعتقد أننا نحرز تقدما جيدا."
هذا و أفاد موفد المكتب الإعلامي لمجلس النواب عبد المنعم الجراي، أن جدول أعمال الجلسة تضمن بندين هما: بناء الثقة بين الأطراف السياسية في ليبيا، وتشكيل حكومة وفاق وطني وفق شروط ومعايير خاصة ،مشيرا إلى أن الوفود استغلت فترة الاستراحة لإجراء نقاشات جانبية حول بنود جدول الأعمال.
من جانبه أكد عضو مجلس النواب المقاطع فتحي باشاغا أن "ما يثار عن الصراع بين الشرعيات أصبح قديمًا، لأننا لا نريد العودة إلى المرحلة السابقة، سواء كانت برلمان أو مؤتمر، فنحن نتطلع إلى الأمام، لأن ليبيا تستحق الأفضل".
وقال باشاغا في تغريدة على حسابه عبر موقع تويتر إن "المشاركين في الحوار يتناقشون حول أجندة واضحة وهي: تشكيل حكومة توافق وطني، وإنهاء حالة العنف والاقتتال، ليعود الناس إلى حياتهم، وإلى دولة ليبيا الواحدة".
و من المنتظر أن تواصل الأطراف السياسية الليبية ،بعد غد الأربعاء جلسة ثانية من الحوار الليبي ، تضم ممثلين عن المجالس البلدية والمحلية من مدن وبلدات من جميع أنحاء ليبيا وذلك لمناقشة تدابير بناء الثقة وسبل تنفيذها ، وتخطط البعثة وفق ما أعلنت عنه سابقا ،للبدء في مسارات أخرى في مرحلة لاحقة. وتشمل هذه المسارات ممثلين عن الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية الليبية علاوة على الجماعات المسلحة.
هذا وناشدت البعثة جميع الأطراف الليبية والمشاركين المدعوين التعامل مع هذه المباحثات التي تهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية والأمنية التي تعاني منها ليبيا بروح الانفتاح والمصالحة التي تسترشد بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الليبي.
وكان المؤتمر الوطني الليبي العام المنتهية ولايته، الذي لم يشارك في اجتماعات جنيف، قد أعلن تمسكه بضرورة أن يكون الحوار داخل الأراضي الليبية، مقترحا مدينة غات مقرا للجولة القادمة لأطراف النزاع السياسي في البلاد ،ليعدل عن موقفه على إثر تحرّكات عسكرية قام بها الجيش الوطني الليبي شرقي البلاد ،وأعلن رسميا عدم مشاركته في هذه المحادثات "لا داخل ليبيا ولا خارجها".