قصة محمد مع حلم الأبوة بدأت قبل 15 سنة حينما تزوج قريبته، ولم تدم الحياة الزوجية إلا 3 سنوات بسبب عدم قدرته على الإنجاب، ليتزوج بعد ذلك من زميلته في العمل، حيث أخبرها بكل شيء وقبلت الوضع لأنها بكل بساطة تحبه، فاستعانا بكل الوسائل العلمية والتقليدية والدينية، طرقا باب الأطباء والعلاج الشعبي وطرقا أبواب الأئمة والرقاة، لكن بعد سنوات تملكهم اليأس قرّرا قرع آخر باب وهو باب التلقيح الاصطناعي، حيث ذهب محمد وزوجته من الجزائر إلى تونس 4 مرات للقيام بالتلقيح الاصطناعي إلا أن العملية فشلت، لم ييأس الجزائري محمد 45 سنة وكان لديه عزيمة وإصرار وتحد بأن الله سيشمله برحمته، حيث قدر الله أن يقوما بنفس العملية في الجزائر لتنجح وتحقق بالفعل حلم الحمل وقد بلغا بأنهما سيرزقان بتوأم.
أخيراً سيصبح أبا حيث كان يعد الأيام والأشهر كيف لا وهو سيرزق بتوأم يضيئا حياة العائلة، وفعلا جاءت ساعة الانتظار وكان ذلك يوم 22 سبتمبر الجاري حيث تم إدخال زوجته مستشفى الأمومة والولادة بالوادي جنوب الجزائر، وبعد ساعات انتظار جاء الخبر المفرح الذي طال انتظاره لسنوات، لقد رزق بولد وبنت، وأصبح أباً بعد 15 سنة انتظار.
فرحة غامرة جعلته يوزع الحلويات على كل حارته وينتظر بكل شغف قدوم الأم والتوأمين إلى بيته، لتأتي الفاجعة التي صدمت محمد وعائلته وأبكت جميع الجزائريين، مات التوأم في حريق شب بمصلحة الأمومة والولادة إثر شرارة كهربائية ماتا إلى جانب 6 آخرين، لم يصدق محمد ما جرى حيث بكى بحرقة كبيرة كيف لا وقد تحقق حلم الأبوة لمدة 24 ساعة فقط.
لم يكن له بوسعه مداعبة التوأم ولا تقبيلهما لكن إيمانه القوي جعله يستهدي بالله حيث يحرص الآن على مساندة زوجته التي تعرضت لانهيار عصبي بعد المصيبة التي حلت بالعائلة.