تحتضن مدينة باليرمو الإيطالية منتصف الشهر القادم مؤتمرا دوليا لبحث الأزمة الليبية، وسيشارك في المؤتمر عدد من الدول العربية والدول الأوربية والأفريقية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.
سيشارك في المؤتمر أغلب الأطراف السياسية والعسكرية المتصارعة في ليبيا، وستعمل الدول المشاركة على تسهيل التفاوض بينها من أجل التوصل لتسوية سياسية من خلال اتفاق الصخيرات أو عبر اتفاق جديد تنتج عنه حكومة توافقية تضم كافة الفرقاء وتتولى توحيد المؤسسات المنقسمة وبسط الأمن حتى يتسنى العبور إلى الإنتخابات.
حماس إيطالي
على بعد أكثر من شهر من الآن تسعى إيطاليا لاهثة وراء جمع أكبر قدر من الدول الفاعلة متمنية أن يكون وجهاؤها هم رؤساؤها، خاصة أميركا وروسيا.
يهدف المؤتمر حسب تصريحات وزير الخارجية الايطالي إلى إيجاد سبيل لتسوية الأزمة مرحليا تمهيدا لتحقيق قدر من الاستقرار يساعد على تنظيم انتخابات تفرز سلطة شرعية قادرة على تحمل مسؤولية القيادة في ليبيا.
يرى مراقبون أنه الحماس الإيطالي لعقد المؤتمر مؤكد أنه يهدف إلى ضمان مساعدة دولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا بالنظر إلى المصالح الاقتصادية الضخمة لإيطاليا في ليبيا، وكذلك رغبتها في الحد من الهجرة عبر البحر انطلاقا من الشاطئ الليبي، غير أن هذا الحماس تضاعف بعد محاولة فرنسا قيادة الحل في ليبيا من خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس في مايو الماضي ونتج عنه بيان غير ملزم للأطراف المشاركة وكان مآله الفشل.
من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من النجاح للمؤتمر تعول الدبلوماسية الإيطالية على مشاركة أمريكية رفيعة المستوى، وتسعى أيضا لمشاركة فاعلة من روسيا، ولاستمالة فرنسا صرح وزير خارجية إيطاليا أن المؤتمر سيؤكد على ماجاء في بيان باريس، ولكن من دون وضع آجال محددة للاستحقاقات المقبلة في ليبيا.
دعوة فرنسية
وجه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي دعوة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي ستستضيفه مدينة باليرمو في يومي 12-13 من شهر نوفمبر المقبل.
وقال "كونتي"، في حوار مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية نشرته الخميس "دعوت ماكرون إلى باليرمو للقمة حول ليبيا. لدينا اختلافات في وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي، لكن العلاقة على المستوى الشخصي جيدة، كل واحد مِنّا يريد فعل ماهو أفضل لبلاده. ومع هذه الروح سوف أرى بوتين في موسكو، أنا أعتبره محاورا أساسيا".
وكان وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي أكد خلال جلسة إحاطة أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء الماضي، في إشارة إلى "المواقف غير المتطابقة تمامًا" لروما وباريس حول موعد الانتخابات الليبية، على أن حكومة بلاده لم تشكك أبدا في حتمية إجراء الانتخابات السياسية في ليبيا كي يتمكن الناخبون من إختيار مؤسساتهم التنفيذية والتشريعية.
يرى متابعون أن التنافس الفرنسي الايطالي حول ليبيا زاد من تعقيد الأوضاع وفاقم حالة الصراع، وستظهر حدود هذا التنافس بما سيتحقق من توافق بينهما وهو ما سينعكس سلبا أو ايجابا على حالة التوافق بين الفرقاء الليبيين، فمستوى المشاركة الفرنسية بالمؤتمر ستكشف المدى المتحقق من التفاهمات الفرنسية الإيطالية، تضمن للبلدين مصالحهما المتشعبة والمتشابكة في ليبيا ، فضلا عن هدف مشترك وهو وضع حد للهجرة غير القانونية.
تفاعل داخلي
أعلن وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، خلال جلسة إحاطة أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء أن حكومة بلادة تلقت بالأمس تأكيدا على إهتمام خليفة حفتر بالمؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي تحتضنه مدينة باليرمو (حاضرة مقاطعة صقلية) في يومي 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وكانت الخارجية الايطالية قد وصفت اجتماعا جرى في أيلول/سبتمبر الماضي بين موافيرو وحفتر بـالودي والمطوّل كما أنه أظهر تقاربا واسعا بين الرجلين من أجل تعاون مكثف والتزام مشترك لصالح ليبيا موحدة ومستقرة.
من جانب آخر،قال عضو مجلس الدولة عبدالرحمن الشاطر إن الزمن يمضي والمبادرات تتعدد و لا احد يملك الحل المثالي لذلك على الفرقاء التوافق لأنه أمر مطلوب.
الشاطر أكد في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر أن فترة تهدئة الأنفس والغليان واجبة للتمكن من فك العقد بهدوء بعد التخلص من عقدة التمترس وذلك بحسب تعبيره.
وفي سياق آخر عبر الشاطر عن أمانيه قائلاً: "أتمنى أن لا تقع ايطاليا في الخطأ الذي وقعت فيه فرنسا وهي تحضر لمؤتمر باليرمو حول القضية الليبية عبر إستضافة شخصية جدلية
وختم الشاطر بأن هذه الشخصية الجدلية هو شخص عسكري لايمثل الجيش الليبي بكامله فى إشارة للمشير خليفة حفتر . وقال : "ذلك انحراف عن القيم الأوروبية التي ترفض حكم العسكر. فكيف تحتفي به؟".