المئات من مواطني بلدان غرب أفريقيا، وبينهم غينيون، يوجدون رهن الاحتجاز لدى جماعات مسلحة في ليبيا. ووفق معلوماتنا، تطالب هذه الجماعات المسلحة بفدية قبل الإفراج عن المحتجزين، وهم من المرشحين للهجرة غير الشرعية عن طريق السواحل الليبية باتجاه أوروبا. ويوجد بين هؤلاء مئات من مواطني غينيا الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا عن طريق السواحل الليبية. وهم محتجزون في مخيمات في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات، خاصة (سبها، طرابلس، بني وليد، مصراتة) منذ سقوط نظام القذافي.

يقول شاب غيني بقي لعدة أيام في أيدي هذه الجماعات المسلحة: "لا يُقتاد الناس إلى وحدات الدرك والشرطة، ولكن إلى ساحات مغلقة. يجب أن تعيش في ليبيا لفهم الواقع، لقد كنتُ ضحية اختطاف في سبها أول مدينة ليبية بعد النيجر. وبنعمة من الله، تمكنت من الإفلات من أيديهم للعبور سرا والوصول إلى إيطاليا. وعندما غادرت سبها، ذهبت إلى طرابلس في 12 ديسمبر 2015 بعد أن كنت غادرت غينيا بعد انتخابات 11 أكتوبر، وتحديدا يوم 14 على وجه التحديد عبر مالي والنيجر ". ووفقا لهذا المهاجر الغيني الشاب، فإن الميليشيات تطلب من كل بعثة دبلوماسية مبلغا يعادل أكثر من 100 يورو، لإطلاق سراحهم.

السنغال تحرص على مساعدة رعاياها المحتجزين في ليبيا

"كان هناك على الأقل ألف شخص، بينهم عدد كبير من غينيا. لكي تكون حرا يجب أن تدفع مبلغا يعادل 1،000،000 فرنك غيني، ومن أجل التفاوض يجب أن يكون أحد ممثلي سلطات بلادك حاضرا، إما السفير أو القنصل .. أما المواطن العادي فليس بإمكانه أن يفعل ذلك حتى لو جاء بالمال، حيث يتم تجريده من المال ووضعه مع المحتجزين. وفي مثل هذه الظروف، فقط سفارة السنغال تساعد مواطنيها على الانعتاق بعد إثباتها حمل المعنيين للجنسية السينغالية. كانت هناك بعض الأسر الغينية تدرك أن أبناءها محتجزون في ليبيا ولكن لا يوجد واسطة رسمية يمكنهم عبرها دفع المبلغ المطلوب للإفراج عن المحتجزين. البنوك لا تعمل، ويقال إنه منذ سقوط القذافي، ومع حالة عدم الاستقرار في البلاد، تم إغلاق البنوك." يتابع محاورنا.

تواطؤ بين المهربين والجماعات المسلحة، وفق شهادة الشاب الغيني

يقول هذا الشاب في شهادته: "هناك تواطؤ بين المهربين والمسلحين، يمكن أن يقودك المهربون في رحلتك إلى ساحة مملوءة بالمسلحين الذين يعطونهم (للمهربين) مبلغا في حدود 500،000 فرنك غيني، وهؤلاء المسلحون يطلبون أيضا ما يقرب من مليون فرنك غيني ثمنا لحريتك، وهكذا دواليك. أما أنا فقد أتيحت لي الفرصة للاختفاء والهرب مع صديق آخر تم القبض عليه أخيرا".