لم يكن مصطلح الهجرة غير الشرعية ذا أهمية بالغة قبل بضع السنوات، ولكن أصبحت الهجرة تمثل خطرا عالميا خاصة على الدول أوروبية بل وأصبحت ليبيا بمثابة البوابة المفتوحة بدون رقيب ولا حسيب، وتعد نقطة الانطلاق الأقرب إلى السواحل الأوروبية.

وحتما أصبحت الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى السواحل الأوروبية تمثل قلقا لدى معظم تلك الدول، ويتمثل ذلك الخطر في جانبين، أولهما ما ستعانيه الدول الأوربية من خطر اقتصادي، فمواجهة خطر الهجرة غير الشرعية بالنسبة للدول الأوربية سيجعلها تصرف الملايين، ولهذا مازالت تطالب ايطاليا بتعاون كل دول الاتحاد الأوروبي من أجل مواجهة تلك الظاهرة.

وفي الـ 25 من الشهر الحالي أعلن خفر السواحل لإيطالي، أن أكثر من 1200 مهاجر معظمهم من سوريا وأفريقيا جنوب الصحراء وصلوا إلى صقلية بعد أن أنقذتهم في المتوسط سفينتان نرويجية وإيرلندية. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) أن 785 مهاجراً وصلوا إلى باليرمو بينهم 133 امرأة و27 طفلاً بعد أن أسعفوا في عمليات إنقاذ عدة قبالة سواحل ليبيا من قبل سفينة “سييم بيلوت” النرويجية الناشطة في إطار عملية “تريتون”.

وأضافت الوكالة، أنه وصل 468 مهاجراً بينهم سبعة حوامل إلى بوزالو جنوب شرقي الجزيرة على متن سفينة “نيام” التابعة إلى البحرية الإيرلندية.

ووفقاً لتقديرات “المنظمة العالمية للهجرة” فإنه حتى العاشر من يوليو الجاري، وصل أكثر من 150 ألف مهاجر إلى أوروبا من طريق البحر منذ مطلع العام، نصفهم إلى إيطاليا حيث يزيد عددهم عن الأرقام القياسية التي سجلت في 2014، ونصفهم إلى اليونان ويتمثل الخطر الثاني وهو الأهم في الإرهاب، فاحتمالية دخول عناصر إرهابية إلى الدول الأوروبية بات غير مستبعد أن تحول تلك الزوارق المملوءة بالهجرة غير الشرعية عناصر إرهابية خاصة وأن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية قد وجه رسالة قبل نحو أشهر إلى ايطاليا يهدد فيها بفتح أمارة إسلامية في العاصمة الإيطالية روما .

وخطر الإرهاب يبدو أنه لم يعد يزعج في الدول الأوربية القريبة من السواحل الليبية فقط بل بات من الواضح أن بريطانيا أيضا بدأت في اتخاذ خطوات جادة تجاه الموقف بدون الالتفات إلى المنظمات الدولة أو بالأحرى المجتمع الدولي.

صحيفة صن داي تلغراف البريطانية كشفت أن الحكومة البريطانية بدأت في تنفيذ مخطط للتدخل في ليبيا، التي باتت ملاذاً لمقاتلي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت الصحيفة أن التنظيم الإرهابي المسلح الذي شن هجوما على مدينة سوسة التونسية وأسفر عن مقتل 30 سائحا بريطانيا قد تلقى تدريبا في ليبيا.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد ضرورة أن تستعد بلاده لمكافحة الجماعات الإرهابية في أي مكان في العالم.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن كاميرون قوله إن السبيل الوحيد لهزيمة التنظيم الذي يمثل أكبر التهديدات التي تواجه العالم هو اتحاد الدول ضده.

 ومن المحتمل أن تشمل الخطة إرسال خبراء عسكريين بريطانيين لمساعدة القوات التابعة لحكومة مجلس النواب في استراتيجيتها لمكافحة الجماعات المتشددة، وتدريب عناصر الجيش الليبي. بحسب “العرب اللندنية”.

ولن تشمل الخطة المنتظرة أي إشارة لتدخل عسكري مباشر للجنود البريطانيين في ليبيا. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كاميرون بالتزامن مع زيارته إلى منطقة شرق آسيا، حيث من المقرر أن يقوم بزيارة اندونيسيا وماليزيا.