كشفت مصادر مقربة من مساعي الحوار التي يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون أن الخلافات كبيرة بين ممثلي البرلمان المعترف به دوليا والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وأن جماعة الإخوان التي تتحكم بالمؤتمر تخطط لتبديد الوقت ومنع الوصول إلى اتفاق قبل شهر أكتوبر وهو موعد انتهاء مهام مجلس النواب ما يهدد بإعادة جهود الحل إلى نقطة الصفر.

وحسب صحيفة العرب اللندنية، يتمسك ممثلو البرلمان بعدم العودة إلى ما قبل اتفاق الصخيرات الذي تغيّب عنه المؤتمر، رافضين أسلوب الترضية الذي يلجأ إليه ليون لتسهيل الوصول إلى اتفاق.

وأشار أبوبكر بعيرة، عضو لجنة الحوار بمجلس النواب، إلى أن فريق البرلمان رفض إضافة «أيّ شيء يرد في الملاحق يكون متعارضًا مع الوثيقة الأصلية للاتفاق السياسي»، لافتا إلى أن مناقشة تشكيل حكومة التوافق ستؤجل إلى نهاية الأسبوع القادم، وأنه من المفترض أن تكون الجلسة الأخيرة للحوار بمدينة الصخيرات بالمغرب، والتي سيعلن خلالها عن الحكومة.

ولم يسع المبعوث الأممي إلى ليبيا حتى الآن إلى دمج قائد الجيش الليبي الفريق ركن خليفة حفتر من جهة أو قائد “جبهة الصمود” التابعة لقوات فجر ليبيا صالح بادي في المباحثات الدائرة في جنيف.

ويرى مراقبون أن الاتفاق على تسمية رئيس للحكومة ونائبين له سيذهب هباء إذا لم يشترك القادة العسكريون في ترتيبات مرحلة ما بعد التوصل إلى الاتفاق.

وينظر حفتر إلى ميليشيات فجر ليبيا، القريبة من تنظيم الإخوان المسلمين، باعتبارها جماعات إرهابية. وطالما رفض الدخول في مفاوضات مباشرة معها.

وحذّر ليون من مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين أطراف الحوار قبل شهر أكتوبر، داعيا أطراف الصراع للاتفاق على حكومة وحدة وطنية بنهاية أغسطس الجاري.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة استمعت إلى جميع الأطراف لمعالجة مخاوفها والأمور التي قد تكون سببًا في تعقيد المشهد، لافتًا إلى أن هذا هو “سبب نجاح الحوار حتى الآن”.

ووضع ليون جدولا زمنيا طموحا، داعيا إلى اتفاق شامل يتمّ إبرامه قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، رغم تحذيره من أن العملية ستكون صعبة.

ولا يكتفي المبعوث الأممي بالحوار بين أعضاء الوفدين، إذ يجري لقاءات على الهامش مع ممثلي الأحزاب السياسية رغم رفض وفد البرلمان الشرعي لذلك.

وكشف ليون أن هناك حوارا منفصلا مستمرا مع قادة الجيش والميليشيات ولكن التقدم على هذا المسار بطيء. وأضاف “يجب أن يكون هناك مزيد من التقارب”، مؤكدا أنه من دون مشاركة هؤلاء الذين يقاتلون على الأرض، فإن أيّ صفقة سياسية لن تصمد.

واتهم نواب من البرلمان المعترف به دوليا الإخوان باللعب على عامل الوقت في محاولة لإجبار ليون على طلب تنازلات من الجهة المقابلة لتسريع الوصول إلى اتفاق.

وكان نشطاء ليبيون اتهموا إخوان ليبيا باللحاق بركب الحوار تجنبا لعقوبات دولية مع السعي إلى إفشاله من الداخل عبر إعادة مناقشة ما تمّ الاتفاق عليه في الصخيرات.

وأعلن محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، الذراع السياسية لإخوان ليبيا في آخر لحظة مشاركة الجماعة في جلسات الحوار، وأن ذلك جاء لـ”تحقيق المزيد من التوازن في الاتفاق، من خلال مناقشة الملاحق وإحداث تعديلات تعمّق التوافق”.

وألقت النتائج المفترضة لجلسات الحوار بثقلها على المشهد الليبي، وخاصة ما تعلق بالمرشحين لرئاسة الوزراء، والمنطقة التي تنتمي إليها الشخصية التي سيتم اختيارها لهذه المهمة.