رغم نشاطه في مصر منذ فترة طويلة نسبياً يبدو أن تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي تحول منذ سبتمبر(أيلول) بعد مبايعة أبوأسامة المصري التنظيم الإرهابي الأم، إلى فرع داعش في مصر، لم ينجح الفرع الناشط في مصر، ورغم كل العمليات التي نفذها في الحصول على دعم داعش، وخاصة على ثقة زعمائه، حسب صحيفة لاستامبا الإيطالية، التي رأت في إسقاط الطائرة الروسية، عربون ولاء رسمي من التنظيم لداعش الأم، في مقابل مكافأة منه على عمليته التي تهدف إلى الإضرار بالرئيسين السيسي وبوتين، لسببين مختلفين.

وأكدت الصحيفة أن المحادثات والتسجيلات والاختراقات المختلفة التي نجحت أجهزة مخابرات دولية كثيرة في الوصول إليها، تؤكد أن داعش المصري، بعد سقوط مباشرة الطائرة مباشرة، لم يتوقف عن الاتصال بالرقة، معقل داعش الأم، وسجلت الأجهزة، والأقمار الصناعية حسب الصحيفة، محادثات كثيرة وعديدة، ولكن مضمونها واحد تقريباً.

فإذا أثبت التنظيم مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، فإنه سيكون حسب الصحيفة قادراً على الانضمام رسمياً إلى غرفة عمليات الحرب الداعشية المركزية، باعتباره فرعاً موثوقاً ويستحق العون والمؤازرة، ما يعني أنه لم يكن كذلك طيلة السنوات الثلاث الماضية رغم كل العمليات التي نفذها وأن الشكوك في التنظيم وقياداته لا تزال قائمةً.

وأوضحت الصحيفة أن إسقاط الطائرة، إذا ثبت أنه من تنظيم داعش المصري، كان يهدف بالأساس إلى التأثير على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كبد التنظيم خسائر موجعة، بعد الضربات الكثيرة التي وجهتها قوات الأمن إليه، ما جعله يسعى للانتقام باستهداف قطاع السياحة المصري.

أما عن الرئيس الروسي فلادمير بوتين، فإن استهدافه يأتي في إطار استراتيجية الانخراط في حرب داعش ضد روسيا في سوريا بعد التدخل العسكري فيها، ومحاولة تأليب الروس ضده، والتهديد بعودة أجواء الرعب التي عرفتها روسيا أثناء حربي الشيشان الأولى والثانية، وما رافقها من عمليات إرهابية في روسيا ومحيطها.

وأوضحت الصحيفة أن المكالمات أثبتت أن التنظيم المصري، يُطالب بجائزة أو مكافأة كبيرة من الرقة، وتشير تكهنات المتابعين حسب لاستامبا، إلى داعش المصري، يسعى إلى الحصول على أسلحة متطورة، إن لم يكن ينتظر دعماً بشرياً بإمداده بعشرات المقاتلين الأجانب المدربين ومن ذوي الخبرة العسكرية والإرهابية، أو في أسوأ الاحتمالات الحصول على خط تمويل، لمساعدته على برامج التوسع والتجنيد والتسليح بطريقته الخاصة.

وأكدت الصحيفة أن التمويل، ربما يمثل الجائزة الكبرى التي يسعى أبوأسامة المصري إلى الفوز بها مقابل هذه الخدمة، وذلك لحاجته الشديدة للمال لاستقطاب المقاتلين ولكن أيضاً لمحاولة شراء ذمم قبائل المنطقة، أو رشوة بعض الأشخاص الذين يحتاج دعمهم، أوتأمين مصالح له وخدمات في غزة القريبة.

وأضافت لاستامبا أن منع المصري من التمتع بالتدفقات المالية الكبرى المنتظرة، سيكون الأولوية المطلقة للأجهزة المصرية والصديقة، ذلك انها تعرف أن حصول التنظيم على أموال ضخمة يعني تمدده إلى ليبيا المجاورة والأردن القريب، ما يعني ذلك من جبهات جديدة، وخاصة من تحالفات يمكن أن يعقدها المصري، مع التنظيمات المحلية المتطرفة في كامل المنطقة الممتدة من شمال أفريقيا وصولاً إلى لبنان.