بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، في اسطنبول، آخر التطورات في ليبيا، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى، وذكرت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان أجرى الجمعة مباحثات مع السراج في قصر "دولمة بهتشة" باسطنبول، ناقش خلاله الجانبان "آخر التطورات التي تشهدها ليبيا إلى جانب قضايا إقليمية أخرى".
ووفقا للبيان، فقد جدد أردوغان دعمه لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، داعيا إلى وقف الهجمات التي تشنها، قوات المشير خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي"، واصفا القوات بـ"غير الشرعية". وأكد الرئيس التركي "وقوف بلاده إلى جانب حكومة الوفاق الشرعية برئاسة السراج، من أجل السلام والاستقرار في ليبيا"، بحسب البيان ذاته.
في نفس الإطار،كشف تقرير استخباري أوروبي عن توجه تركي لتسليم حكومة السراج في طرابلس، دفعة جديدة من الطائرات المسيرة بدون طيار، وذلك في خرق جديد للقرارات الدولية بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وأكد تقرير بموقع أفريكا إنتلجنس القريب من الاستخبارات الأوروبية أن تركيا تستعد لتزويد حكومة فايز السراج بـ8 طائرات أخرى من طراز بيرقدار 2 وذلك رغم استمرار الحظر على توريد السلاح إلى ليبيا الذي فرضه مجلس الأمن منذ 2011 بالقرارين 1970 – 1973، وقال التقرير: إن "تركيا لا تحترم قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص".
وكان مجلس الأمن مدد بالإجماع في 10 يونيو/حزيران الماضي قرار حظر صادرات السلاح المفروض على ليبيا منذ 2011، لمدة عام كامل، كما أذن القرار لدول الاتحاد الأوروبي بتفتيش السفن في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، وتجديد السماح بتفتيش السفن المتجهة من ليبيا وإليها لعام إضافي.
وقبل يومين، أعلن اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي عن قيام القوات الجوية بتدمير غرفة التحكم الرئيسية للطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية شرق العاصمة طرابلس.
وقال، في بيان، إنه تم تدمير البنية التحتية الكاملة لغرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة بما فيها هوائيات التحكم والتوجيه.
وأسقط الجيش الليبي 4 طائرات من طراز "بيرقدار" التركية المسيرة أثناء قيامها بقصف قواته، إضافة إلى مواقع مدنية أخرى.
وكان آخر تلك الطائرات، الثلاثاء الماضي، بعد أن قصفت طائرة مسيرة، 4 سيارات مدنية، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس؛ عقابا لهم على تأييد الجيش الليبي.
التواصل التركي مع حكومة الوفاق ليس بجديد حيث أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول شهر ماي اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج أكد له فيه إن تركيا ستسخّر كل الإمكانيات لدعم حكومة الوفاق، وأنها ستقف إلى جانب الليبيين لصد "العدوان" ضد طرابلس.
التدخل التركي ليس فقط عبر تصريحات وتهديدات إردوغان بالتدخل لمنع الجيش الليبي من تحرير العاصمة الليبية طرابلس، حيث قال إن "بلاده ستُسخر كافة إمكانياتها وستقف بحزم لمنع الاعتداء الذي يشن على العاصمة طرابلس".
يرى مراقبون أن هذا التوتر في الخطاب و حالة اللخبطة مردها تغيّر الواقع على الأرض السورية التي راهنت إدارة أردوغان على تمكين حلفائها من السلطة هناك إلا أن الأمور سارت عكس أهواء الإمبراطور العثماني.
فضلا عن هزيمة العدالة و التنمية في إسطنبول مثلت ناقوس خطر للسياسات التركية التي أثرت في مستوى عيش الأتراك ما هز ثقتهم في حزب الرئيس.
من جانب آخر، يرى المحلل السياسي الليبي عبد الباسط أحمد، إن "تركيا أردوغان تريد استحضار أبوية الدولة العثمانية في تعاملها مع بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة".
في مقابلة مع قناة "الحرة" ذكر عبد الباسط بما وصفه بـ "وفاء" أردوغان للدولة العثمانية التي فرضت ولايتها على شمال إفريقيا مئات السنين، مشيرا إلى رغبة دفينة لديه في إحياء المجد العثماني القديم.