لعقود طويلة لم يكن التوثيق هم للمؤسسة الرسمية الليبية ، لذا كان كل الحبر الذي دونت به ثقافتنا وادابنا ومنتوجنا الابداعي وبعد ان ينشر بالصحف والمجلات ينتهي إما للقمامة أو ينتهي قبل ظهور المناديل الورقية كاغلفة للطعام على شبابيك وموائد تقديم الخدمات بالمقاهي .
لذا ضاع الكثير مما خطه ادبائنا ومثقفينا خاصة اولئك الذين لم يسعفهم الحظ لبجمعوا قليلا مما قدروا عليه بين غلافي كتاب .
لكن مثقف ليبي كبير وفي بداية ولوجه لعالم الادب كشاعر وناقد مميز وهو في سن الشباب في بداية الالفينات فكر في الاجابة على هذا السؤال وهو ( لما لانملك ارشيف يخص ادبنا ونوثق فيه كل نتاجنا الابداعي والثقافي ) بل أنه حتى لم يطل التفكير بل شرع مباشرة في العمل على هذا الهدف وكأنها خشية منه على أن لا يضيع من محبرتنا المبدعة اكثر مما ضاع اصلان.
شرع بالعمل خارج المؤسسة الرسمية وبعيدا عن دعمها ، فهو دعم ميؤس منه اصلا وانتظاره مضيعة للوقت ولا ينتج عنه الاضياع اكثر وانكى واشد ولايؤدي الا لخروجنا الدائم من ممشى الابداع والمبدعين على الاقل في عالمنا العربي .
شرع (النويصري ) مباشرة في العمل وفي عزف منفرد على توثيق كل المنتج الادبي والثقافي والابداعي بليبيا ..وكان اديبنا ( رامز النويصري ) اضافة لعمله بالمجال الادبي على دراية كبيرة ببرامج الكمبيوتر وتقنية الانترنت الوليدة حينها لكن (رامز) طور نفسه علميا بهذا المجال من خلال عديد الدورات والتي جعلها تمهيدا له للشروع في هذا المشروع الكبير والذي لافائدة منه تعود لرامز النويصري نفسه لكن كل الفائدة التي نتجت عن هذا المنجز حينها هي أنه كون ارشيف ومكتبة الكترونية جمعت كل الشتات والاوراق المبعثرة لكتابنا وشعرائنا ومبدعينا ووضعها في ذاكرة الكترونية واحدة عمل على تصنيفها ادبيا بابجد هوز الاسماء كي لايتوه أي باحث ، وبتصنيف معجم كجدارية لتصنيف الاعمال الادبية حسب انواعها واجناسها ............
.ربما هناك الكثير الذي نستطيع ان نتوقف عنده حول موقع ( بلد الطيوب )والذي اختاره رامز كأسم لموقعه ولمكتبته الالكترونية وهذا الاسم يحمل من الدلالات الكثير فيكفي أنه عنوان لقصيدة شاعر ليبيا وشيح شبابها (علي صدقي عبد القادر رحمه الله ) لذا سنكتفي هنا ونضع نقطة بأخر سطر في التقدمة ولندع (رامز النويصري ) ليحدثنا عن هذا المشروع الذي قام به كفرد وبجهد ذاتي في حين أن العالم كله يجعل من مثل هذا المشروع مشروع دولة تناقشه الحكومات وتقره البرلمانات بل وتوضع له بنود في الميزانيات ..يظل ما لم نذكره بالمقدمة هو أن موقع (بلد الطيوب )هو من اوائل المواقع الالكترونية الثقافية بليبيا كما أنه أول موقع ثقافي توثيقي بها ..يقول النويصري .
ماهوموقع بلد الطيوب؟؟!
انطلق موقع بلد الطيوب في العام 2000، وتحديداً في 22 سبتمبر
وجاء استجابة لسؤال الصديق والشاعر "محمد النبهان"، رئيس تحرير مجلة (آفاق) الإلكترونية، عن الأدب الليبي، فقمت بكتابة موضوع بالخصوص لصالح المجلة، قبل أن تطور الفكرة ليكون الموقع، الذي بدأ كملف ضمن موقعي الشخصي (خربشات)، وكان الملف يعرف يالأدباء والكتاب الليبيين.
وعن بداية الموقع ورحلة عقدين من الزمن ؟
بداية الموقع كانت من خلال استغلال خدمات المواقع المجانية في تلك الفترة من الزمن والتي لم تتحول فيها هذه الخدمات لاعمال تجارية بالكامل لذا كانت متوفرة و بشكل كبير وهنا تعانقت الصدفة وواقع الحال والهدف مما ساعد على سهولة انطلاق( بلد الطيوب) طبعا الامر اختلف تماما الان فقد صار لكل ثانية على موقع الكتروني ثمنها ايضا صارت سعتها اكبر بكثير وبخوارزميات اصغر بكثير ايضا ولها امكانية تحميل ما لايعد ولايحصى من مواد ومعلومات وهذا مالم يكن متاح حين انطلفنا بالفكرة ، لذا ومن جميل ما اتذكر حينها أن مادة الموقع عند تحميلها في أول مرة على العنوان
كانت فقط تشغل 4 أقراص مرنة !!!.
وعن اليه عمل وعرض المواد ببلد الطيوب يضيف اديبنا .
الموقع بدأ من خلال عرض صفحات خاصة بالأدباء والكتاب، خاصة بالشعر والقصة والمقالة، وكنت اجهز الملفات بشكل يومي وأقوم بتحميلها على الموقع، قبل أن أقوم في العام 2008، بالانتقال إلى الخدمة المدفوعة، وأصبح الموقع مدفوعاً ومستقلاً في آن وهذا حمل ثقيل على فرد واحد أن يحمله ويحتمله لكنه الحلم وليبيا ومكانتها و ادبائها ومثقفيها ومبدعيها ( صدقني صار الامر بالنسبة لي امانة ضرورى أن اؤديها وبمتعة ) لذا اتفاني في مواكبة كل مايستجد في عوالم الادب واعمل على ضرورة وجودالمبدعين واعمالهم وعلى الدوام ببلد الطيوب بالتالي بمحركات البحث وبالمواقع وبمكتبات العالم الاكترونية ، هذا مايدفعني بل يزيد من رغبتي في الاستمرار وقد قارب عمر الموقع الان العقدين واتذكره وكـأنه انطلق بالامس . مع كل ذلك لم يراودني ولو لثانية اي تفكير لا بالتعب ولا بالتوقف ولو للراحة او الاستجمام.
وعن اخر مراحل تطوير الموقع فرامز لايتاخر عن مواكبة تطورات العالم التقنية ؟؟ اضاف رامز .
اخر المراحل هي انني قمت عن طريق شركة العنكبوت الليبي،
التي أوجه لها التحية، بحجز اسم ونطاق لموقع بلد الطيوب
والذي يعرف به الآن .
.
وعن رامز وبلد الطيوب بعد هذا العمر الطويل من الارشفة والثوثيق وعن سؤال نعلم انه يتهرب منه ( هل نالك التعب ) هل من يدعمك بالمجهود ولو قليلا ؟؟ اجاب رامز
الموقع يعتمد بالكامل على مجهودي الشخص، وما أقدمه له من دعم، ومن وقت لتفعيله والتحرير والنشر، وهنا لا أنسى الدعم الذي أعتبره الأكبر في تاريخ الموقع والذي قدم عن طريق الأستاذ "غسان الفرجاني" الذي مكن الموقع مادياً، من الحصول على مساحة غير محدودة، وحجزه حتى العام 2022. ودعم الأستاذ "خالد مطاوع" المادي الذي ساعدنا في الاستمرار بالموقع ومواصلة العمل.
اما عن دعم الجهات الرسمية والمفترض أنها المخولة للقيام بهكذا عمل فقال رامز
لم تقم أي جهة أو مؤسسة ليبية بتوفير أي من أشكال الدعم، أو المساعدة في توفير بعض المساعدات، وهنا فقط أتوجه بالتحية لمكتبة طرابلس العلمية العالمية، الذي كرمت موقع بلد الطيوب في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.
اخيرا ولان رامز خارج مشاريعه الادبية هو رجل تقنية ايضا فسالناه عن مواكبته لاخر تقنيات العصر والتي كل يوم هي في حال . اضافة ان عمر الموقع الطويل بالتاكيد انه قد نتج عنه (ادبيا ) الكثير من الاصدارات فاجابنا النويصري بقوله ؟؟
الموقع تغير على مدى سنواته الـ18، ليتحول من العام 2015 لتقديم خدمة إخبارية بشكل يومي، إضافة إلى ما يقدمه من خلال ملفاته والتي تهتم بكل صنوف الإبداع، وبشكل خاص خدمة النشر الإلكتروني، الاولى من نوعها بالنسبة للنشر الإلكتروني في ليبيا، حيث أصدر الموقع 54 كتابأ إلكترونياً. مواد الموقع حوالي 8500 صفحة منشورة في مختلف الموضوعات الثقافية، وتواجد أكثر من 310 كاتب من ليبيا والوطن العربي ..
اخيرا وفي هذا المختصر في الحديث مع رجل يقوم بعمل دولة اسمه ( رامز النويصري ) ، رجل يدين له كل الادباء والمثقفين بليبيا رجل لم ينتظر احد ولم يعول على موسسة حكومية ولا على دولة ، مع ذلك وكم من مرة وجدنا هذه الدول المتعاقبة تلجاء لبلد الطيوب لتنهل من ارشيفه وكنوزه المعرفية وذخيرته الفكرية بلد الطيوب الموقع المكتمل المنظم على ارفع الطرز وباحدث التقنبات وبنفس مستوى كل المكتبات الكترونية بالعالم ..
بلد الطيوب ارشيف اهداه رامز لليبيا لم نساله عن التكاليف لكننا نعلم انه لجوار عمله الادبي يعمل بمجال الطيران فليس سرا علينا وعلى كل مهتم ان رامز لايملك مدخرات لبيته واسرته فكل موارده المادية من عمله خارج المجال الثقافي تحول مباشرة لاول مكتبة الكترونية ليبية لايتوه فيها أي باحث أو دارس أو طالب علم بل أي غريب ياتي لليبيا ليبحث عن كنوز ادابها وفنونها وثقافتها النفيسة والثقيلة العيار ....اخيرا ليتنا كلنا رامز ولاضرورة لان نعمل بمجاله فليبيا تحتاج منّا الكثير، وفي اكثر من مجال ، لكن لو ان كل واحد منّا فقط رفع حصى عن الارض لصارت ليبيا اجمل جنان العالم ....لكن هيهات العقيق
مختزل نقاط لبلد الطيوب
1ـ يعد الموقع أول موقع ومكتبة وارشيف الكتروني متخصص في جمع كل المنتج الادبي والابداعي والثقافي بليبيا
2ـ الموقع انطلق عام 2000 مواكب لأول طهور لتقنية الانترنت بليبيا وبمجهود ذاتي لصاحبه (رامز النويصري ) ولم تقم أي جهة رسمية بتقديم أي دعم له ( لا سابقا ولا الان بعد مرور اكثر من عقدين على انطلاقه ) مع العلم أن الموقع هو الاهم حاليا لأي دارس أو باحث أو مورخ أوجامع مواد عن التارخ الثقافي بليبيا كما انه يعد اهم المراجع لطلبة الجامعات بليبيا
3ـ رامز النويصري.. صاحب الموقع اديب وناقد وشاعر لكنه اضافة لكل ذلك فهو متخصص وملم بكل نواحي التقنية لذا يعد بلد الطيوب ارشيف توثيقي على احدث طراز ويمر على تحميلات التحديث بشكل دوري ليسهل على الطالب والباحث والدارس عملية البحث كي يختصر عليه الجهد و الوقت
4ـ اختار رامز لموقعه اسم (بلد الطيوب ) وهورمز يشير فيه أن ليبيا تعد قمة في عالم الابداع وليست كما تصور في غياب الثوثيق على أنها بلد تكاد تقضي عليه الامية وعدم القدرة على العمل المبدع والخلاق .. كذلك لكون القصيدة لشاعر الشباب بليبيا وشيخ شعرائها (علي صدقي عبد القادر) رحمه الله لذا رمزية الاسم لم تاتي عبثا .
5ـ أصدر الموقع من تاريخ انشائه 54 كتابأ إلكترونياً
6ـ المواد الموثقة بالموقع حوالي 8500 صفحة منشورة في مختلف الموضوعات وتحت كل اليقونات الماسية بالموقع والرقم يوميا في ازدياد مطرد
7ـ يتواجد بالموقع بشكل دائم أكثر من 310 كاتب من ليبيا .
8ـ الموقع كمتن يضم ايضا تحت دسم مواده اكثر من اصدار الكتروني متنوع منها موقع ( خربشات ) ومدونة (م الاخير ) وايضا مجلة (المقتطف)