لا يزال الجدل قائما حول مؤتمر برلين المنتظر ، بينما كشفت وزارة الخارجية الأمريكية  أن واشنطن قدمت تطمينات للقائد العام للقوات المسلحة الليبية  بشأن حل المليشيات المسلحة ومحاربة العناصر المتطرفة في ليبيا
وقالت الوزارة، أن وفدا ضم مسؤولين أمريكيين كبارا  أكدوا للقائد العام، أن هناك جهودا ملموسة تشمل معالجة المجموعات المسلحة والعناصر المتطرفة الموجودة في ليبيا.
ووفق مصادر مطلعة ، فإن الوفد الأمريكي هو الذي طلب الإجتماع بالمشير حفتر في ظل حالة اللغط الكبير حول موقف واشنطن من الوضع في ليبيا ، وسعى من خلال اللقاء الى تأكيد وجهة النظر الأمريكي بشكل واضح لم يظهر بيان الإعلان الرسمي إلا جوانب منه
وقالت المصادر أن الجانب الأمريكي سعى الى الإستماع الى وجهة نظر القيادة العامة للقوات المسلحة قبل تحديد الموعد النهائي لمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية ، وخاصة في ما يتعلق بنظرة المشير خليفة حفتر لمستقبل العملية السياسية والمصالحة والعلاقات الإستراتيجية الخارجية والتي تسعى واشنطن الى أن يكون لها قصب السبق فيها
وأوضحت المصادر أن واشنطن لم تعد بعد موافقتها النهائية على حضور مؤتمر برلين في إنتظار الحصول على ضمانات بنجاحه ، فالأمريكيون لا يريدون الدخول الى قاعة لا تضمن الخروج بحل نهائي للأزمة
 وأوضحت الخارجية الأمريكية  أن وفدا  من كبار المسؤولين الأمريكيين بحثوا مع القائد العام للجيش الليبي الأحد الماضي  إمكانية التوصل إلى وقف عملية تحرير طرابلس من المجموعات المسلحة وإيجاد حل سياسي للوضع بالتنسيق مع حكومة الوفاق.
وضم الوفد الأمريكي، نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، والسفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، والنائب الأول لمساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية في وزارة الطاقة الأمريكية ماثيو زايس، ونائب مدير الاستراتيجية والمشاركة في القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، العميد ستيفن ديميليانو.
وقالت، إن المسؤولين أكدوا دعم واشنطن الكامل لسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية، كما أكدوا أن المناقشات الصريحة تعتمد على المحادثات الأخيرة مع المسؤولين في حكومة الوفاق بهدف إرساء أساس مشترك للتقدم بشأن القضايا التي تفرق بينهما.
وأضافت الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحث الطرفين على اغتنام هذه الفرصة لبناء مستقبل آمن ومزدهر لليبيا.
ولكن المصادر المطلعة على فحوى الإجتماع أكدت أن الجانب الأمريكي لم يطرح الطريقة التي سيتم بها حل الميلشيات ، ولا أفق الحل السياسي ، ولم يطلبوا رسميا من القيادة العامة وقف عملية طوفان الكرامة التي دشنتها القوات المسلحة في الرابع من ابريل الماضي
وأوضحت أن الجانب الأمريكي إستمع بكل إنتباه الى ملاحظات المشر حفتر ، والتي فند من خلالها كل ما جاء على لسان وفد حكومة الوفاق في زيارته الأخيرة الى واشنطن
وكان وزيرا الخارجية والداخلية  في حكومة الوفاق محمد سيالة وفتحي باشاغا أديا مؤخرا زيارة الى الولايات المتحدة لطرح وجهة نظر جماعة الإخوان وآمري الميلشيات على الإدارة الأمريكية بإعتبارها وجهة نظر المجلس الرئاسي وحكومته
لكن مسؤؤلين أمريكيين نقلوا بدورهم الى وفد الوفاق وجهة نظر إدارتهم القريبة من نظرة القيادة العامة للقوات المسلحة في ما يتعلق بسيطرة الميلشيات على مقاليد الحكم في طرابلس ، ما جعل فتحي باشاغا يعترف بعد عودته من واشنطن بأن  هناك مسلحون ومجموعات مسلحة تبتز المسؤولين ومؤسسات الدولة في طرابلس، مشددًا على أنهم يعرقلون بناء الدولة.
وأكد  باشاغا، على ضرورة محاسبة معرقلي مسار أمن الدولة من خلال التعدي على المؤسسات الحيوية لها، لافتا إلى أن استتباب الأمن وبسطه عامل أساسي ومهم في بناء الدول والمجتمعات.
وقال، “إن هناك مجموعات وأشخاص مسلحين يبتزون الدولة ويتدخلون في شؤون الدولة ويبتزونها ويفسدون الحياة العامة للناس والحياة السياسية، وإنهم سببوا في خلل كبير في قيادة الدولة وعرقلتها في بمسيرة الإصلاح” وفق تعبيره
وحاول باشاغا أن  يتظاهر بإبداء  حسن النية نحو ملاحظات أمريكية بإحتضان حكومة الوفاق لإرهابيين فارين من المنطقة الشرقية حيث  أصدر كتابا إلى تسع جهات تابعة لوزارة الداخلية يتضمن تكليفا بالقبض على عماد فرج منصور الشقعابي، المنسق العام بين تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي وتنظيم “داعش” الإرهابي.
ووفقا للكتاب، كلّف وزير داخلية الوفاق، كل من رئيس جهاز الردع، ورئيس جهاز المباحث الجنائية، ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي، ومدير الإدارة العامة لأمن المنافذ، ومدير أمن طرابلس، ومدير أمن مصراتة ورئيس مكتب الشرطة الجنائية العربية والدولية ورئيس مكتب المعلومات والمتابعة ورئيس قوة العمليات الخاصة، بعملية القبض على الشقعابي.
كما وجه باشاغا، برقية مماثلة إلى كل من النائب العام ورئيس مصلحة الجوازات، لإصدار مذكرة ضبط ووضع “الشقعابي” في قوائم الممنوعين من السفر.
وييشير  المراقبون الى أن الإدارة الأمريكية مارست الضغط على حكومة الوفاق لحل الميلشيات ، ولإعتقال الإرهابيين المتورطين في عمليات ضد الجيش ومن يهددون مشروع قيام الدولة ، للمساهمة في إيجاد إطار تفاهم مع القيادة العامة للقوات المسلحة ، لكن كل المؤشرات تدل على أن الميلشيات هي التي تتحكم في المجلس الرئاسي ، وأن التظاهر بملاحقة الإرهابيين غير كاف لإقناع واشنطن بالدعوة الى وقف عملية طوفان الكرامة