في شهادة مكتوبة أعدها لجلسة استماع أمام هيئة من مجلس النواب يوم الأربعاء، قال جوناثان وينر، مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص إلى ليبيا: "لقد ضعف تنظيم داعش بشكل كبير بعد خسائر فادحة تكبدها في سرت وبنغازي، وخسائر أخرى في صبراتة، درنة، وأماكن أخرى في ليبيا. لقد قتل عدة مئات من الإرهابيين في هذه المعارك.

ولكن معظم أولئك الذين لم يقتلوا ربما تخفوا في ليبيا ، وهم يعملون الآن على تشكيل خلايا في أماكن أخرى من البلاد. ونحن نعتقد أنهم ينتظرون الفرص للقيام بمزيد من الهجمات في ليبيا أو جيرانها، إذا ما تمكنوا من إثبات أنفسهم جغرافيا. سرت، وهي مدينة ليبية ساحلية تفصلها عن شواطىء أوروبا مئات من الأميال عبر البحر المتوسط ، كانت تعتبر أكبر معقل لداعش خارج العراق وسوريا.

وقال المبعوث الأميركي أيضا ، في شهادته المكتوبة التي أدلى بها أمام اللجان الفرعية حول شمال أفريقيا والإرهاب التابعة التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: "قبل عام ... كان داعش يتمدد، واستولى على 90 ميلا من ساحل البحر المتوسط حول مدينة سرت الساحلية - على مرمى حجر من السواحل الجنوبية لأوروبا.

وبعد مرور عام ، تبدو الصورة مختلفة جدا. الآن، وبفضل بسالة المقاتلين الليبيين الموالين لحكومة الوفاق الوطني، المدعومين منذ الصيف بمهارة قوات الولايات المتحدة التي نفذت أكثر من 450 من الضربات الجوية بالتنسيق مع شركائنا الليبيين، لم يعد داعش يسيطر سوى على عدد قليل من الشوارع في مدينة سرت. وحتى سيطرته هذه واهية. كما تم دحر داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في مناطق أخرى من ليبيا وحملها على التراجع".

ويشير وينر في شهادته إلى أن حكومة الوفاق الوطني كان "شريكا ثابتا للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضد داعش." لكن المبعوث الخاص يقر أيضا أن الحرب ضد داعش في ليبيا لم تنته بعد. ويقول "إن المكاسب ضد داعش حقيقية ، لكنها يمكن أن لاتطول ، إذا لم يبادر الليبيون إلى المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ومساعدتها على أداء مهامها من أجل الشعب الليبي والاتحاد ضد التهديد المشترك للجميع"، ليخلص وينر، إلى أن "ليبيا لا تزال أرضا خصبة لداعش".

وتابع وينر قائلا إن "الانقسامات السياسية بين الليبيين قَوّت داعش. ولسوء الحظ، لا زال الليبيون منقسمين" ، مضيفا " إن أمن ليبيا وأمن المنطقة ومصالح الأمن القومي الأميركي تتوقف على مدى تصالحهم".

ويحذر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا من أن "احتمال تجدد القتال بين الليبيين يبقى مصدر قلق حقيقي للغاية" ليخلص إلى القول: "لتوجيه انتباههم إلى القتال ضد عدوهم المشترك، داعش، فإننا نعتقد أنه من الضروري أن ينحاز الليبيون للمصالحة الوطنية التي نص عليها الاتفاق السياسي".

ويوضح وينر ، أن الرئيس باراك أوباما طلب 148 مليون دولار، في باب المساعدات الأجنبية ، إلى ليبيا برسم السنة المالية 2017 "بهدف منح الإدارة الأميركية المرونة اللازمة للاستجابة بسرعة لمتطلبات الاستقرار في ليبيا في أماكن مثل سرت نظرا للتقدم السريع للقوات المتحالفة على حساب داعش في المدينة والمناطق المحيطة بها".

والمساعدات المالية الأميركية إلى ليبيا ستضمن استمرار في "الجهود المبذولة لمواجهة داعش في معاقله الرئيسية والمناطق المعرضة لخطر التنظيم بموازاة لستهداف قدراته لتجنيد المقاتلين الأجانب، والحصول على التمويل، ونشر فكره على الصعيد العالمي" وفق شهادة وينر.

يأتي هذا التقييم بعد ما يقرب من أربعة أشهر من تقييم للجيش الأميركي قال إن عدد مقاتلي داعش في ليبيا قد تضاعفت تقريبا إلى ما بين 4000 و 6000.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين التقارير والمقالات والأخبار المترجمة