أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أن اشتباكات طرابلس أسفرت عن ما يربو عن 460 قتيلاً، 29 منهم مدنيون، وأكثر من 2400 جريحٍ، معظمهم من المدنيين بالإضافة إلى إجبار أكثر من 75000 شخصاً من المدنيين على النزوح، وأكثر من نصف النازحين من النساء والأطفال وما لا يقل عن 100 ألف رجل وامرأة وطفل ما زالوا محاصرين في مناطق المواجهات.
وقال سلامة في إحاطة له بمجلس الأمن أن إن ليبيا باتت قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق في حرب أهلية بإمكانها أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد مضيفا أن رأب الضرر الذي حدث إلى الآن يستغرق سنواتموضحا أنطرابلس كانت تتمتع بقدر من الأمن المتزايد، والأهالي يتمتعون باستقرار ويعيشون تحسناً في الأفق الاقتصادي كما كان المسار السياسي يمضي قدماً على الرغم من العديد من العقبات.
وأردف سلامة كنا على أعتاب استضافة الملتقى الوطني في غدامس وكان هناك حماس شعبي بشأنه ما يمكن للملتقى أن يُسفر عنه من نتائج في سبيل المضي قدماً لإنهاء المرحلة الانتقالية التي استمرت 8 أعوام في ليبيا، والدخول في فترة جديدة من الاستقرار والأمن يكون صندوق الاقتراع الفيصل فيهامضيفااعتصر قلبي حزناً لرؤية أولئك الذين قبلوا بحماسةٍ دعوتنا إلى غدامس، فجأةً، يحملون السلاح ضد بعضهم البعض لمهاجمة العاصمة، أو للدفاع عنها حزنٌ اعتراني على الفرصة الضائعة والأمل الذي وئِد قبل عشرة أيام بالضبط من تحقيقه.
وقال سلامة "ما أنا بنذير شؤمٍ، لكن العنف على مشارف العاصمة طرابلس ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر".
وتابع سلامة أن الفراغ الأمني المترتب عن انسحاب العديد من قوات الجنرال حفتر من الجنوب، وتركيز القوات الغربية على الدفاع عن العاصمة، يتم استغلاله بالفعل من قبل داعش والقاعدة. منذ 4 أبريل، قام تنظيم داعش بأربع هجمات منفصلة في جنوب ليبيا.
وزاد سلامة"لقد راعني التجاهل الصارخ لحماية العاملين في القطاع الطبي الحيوي، وأذكر بأن الاعتداء على العاملين في القطاع الطبي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي"كمايساورنا قلق عميق إزاء الارتفاع الحاد في وتيرة عمليات الاختطاف والاختفاء والاعتقال التعسفي منذ بداية النزاع الحالي فقد تعرض ما لا يقل عن سبعة أشخاص من مسؤولين وموظفين للاحتجاز التعسفي أو الاختطاف في شرقي ليبيا وغربهاولا تزال مصائر كل هؤلاء الأشخاص مجهولة ولربما تعرض غيرهم للاختفاء في ملابسات مشابهة. ويتعرض الصحفيون للكثير من التهديد والوعيد وأعمال العنف على ضوء تغطيتهم لأحداث تتعلق بالنزاع على الأغلب.
وأشار سلامة إلى أن ليالي رمضان، التي تُقضى عادة في مسامرات مع الجيران والعائلة شابها رعب مطلق لسكان العاصمة، الذين باتوا يترقبون في وجلٍ الهجوم التالي.
وأردف سلامة ثمة مؤشرات عن محاولة فرع المؤسسة الوطنية للنفط في المنطقة الشرقية مجدداً تصدير النفط في انتهاك لنظام العقوبات المفروض مضيفا إن تلك المحاولات غير القانونية تهدد بتقسيم المؤسسة الوطنية للنفط، التي تعد مصدر الدخل الأكبر للبلاد وشبكة الأمان الاجتماعية الوطنية
وتابع سلامة تُبقي الأمم المتحدة على وجودها النشط على الأراضي الليبية، في طرابلس ومن خلال مركزنا في بنغازي. لا نزال في ليبيا، لنقدم أفضل ما نستطيع تقديمه. فمنذ بداية الصراع، تلقى ما يزيد عن 42 ألف شخص بعض المساعدات التي تقدمها برامج الأمم المتحدةمردفامع استمرار النزاع، أخذ النسيج الاجتماعي في ليبيا بالتآكل على نحو ينذر بالخطر. فإذا بأصوات الأطراف الداخلية والإقليمية تطغى على الأصوات التي تنادي بوقف القتال والمصالحة بين الأطراف المتحاربة مستخدمة المنصات الإعلامية كسلاح لدس أخبار زائفة وأكاذيب وأقاويل لتأجيج الكراهية
وأضاف سلامة علينا أن نثبت لكل من تسول له نفسه اقتراف أي انتهاكات بأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يسود وعلينا كذلك معاقبة كل من يحاول التستر خلف أدخنة الحرب لتصفية حسابات شخصية أو سياسية باستخدام العنف.
وأردف سلامة ما يحتاجه الليبيون من المجتمع الدولي، عوض أن يكون أداة لتضخيم انقسامهم، أن يكون له دور منسجم في الحد من هذه الانقسامات والتخفيف من وطأتهامشددا على أنهلا يمكن حل الازمة الليبية عسكرياً وتابع ما أقوله ليس حديثاً مكرراً، بل أنه الحقيقة. لقد آن الأوان لأولئك الذين يتوهمون ذلك بأن يدركوا هذا الحقيقة ويتقبلونها.