أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس السبت، أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة انتقالية ومرحلة بناء وبالذات في مصر، وهو ما يتطلب تكاملاً اقتصادياً عربياً لتتحسن الأمور ويبدأ البناء.

وقال موسى -في تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت-"إن التكامل الاقتصادي العربي بات مسألة شبه مسلم بها".. منوها عن أنه على الرغم من الظلام الموجود والنقاش الدائر عن الإرهاب والعنف إلا أن هناك جهوزية للتنمية الاقتصادية والتعاون الإقليمي والنظر إلى المستقبل.

وأضاف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: "إن هذا الأمر مهم للغاية للنفسية السياسية ولإذكاء روح التعاون العربي والتعاون الإقليمي، التي باتت مسألة ضرورية كجزء من نظام عربي وإقليمي جديد".

وحول الأوضاع في ليبيا، قال موسى: "إن هناك جهدا كبيرا تبذله الأمم المتحدة وممثلها لتحقيق الوفاق بين القبائل والمناطق الجغرافية، حيث إن هناك فرصة لتحقيق النجاح"، مشيرا إلى أن ليبيا واسعة وفيها أبعاد ليست موجودة في دول عربية أخرى خاصة التنافس القبلي والجغرافي واتساع الدولة، علاوة على أنها لم تشهد منذ 40 سنة أية عملية تنمية حقيقية.

وأضاف "وقت الثورة وتغيير نظام معمر القذافي في ليبيا سالت دماء كثيرة جدا وكانت هناك تدخلات خارجية عنيفة، الأمر الذي أدى إلى الكثير من الصعوبات والتعقيدات التي أثرت بدورها على دول الجوار ولابد لهذه الدول أن تتدخل للإصلاح الحالي هناك"، مضيفا "يجب أن يكون هناك تعاون وتشاور بين دول الجوار الليبي وما بين المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة".

وشدد على أن ليبيا ليست دولة فقيرة ولا يصح أن تكون مجرد فريسة لدول متعطشة لاستغلالها.. لافتا إلى وجود تعقيدات كبيرة خاصة أن الساحة باتت مفتوحة مع الأسف لبعض المنظمات الإرهابية الأمر الذي يؤثر في أمن المنطقة كلها "وكل هذا مطروح على ساحة الحل والمعالجة".

وقد خصص المنتدى اليوم جلسة مغلقة حول (الأبعاد المستقبلية لأمن شمال أفريقيا)، حيث دار الحديث حول مستقبل ليبيا ومنطقة الساحل وشمال أفريقيا وموجات الهجرة والأمن الإنساني وتحدث فيها كل من عمرو موسى، وبيرناردينو ليون جروس الوسيط الأممي الحالي بين المتحاربين في ليبيا، ومحمود جبريل رئيس الوزراء الليبي لعام 2011 رئيس تحالف القوى الوطنية، ولابو بيستيلى نائب الوزير الإيطالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي.