نشر اللروائي الليبي محمّد النعّاس على صفحته بالفايسبوك نصًا يحتفي فيه وبليبيا بعد فوزه بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية.
وافتتح النعّاس نصّه بمقطع للشاعر الليبي علي صدقي عبدالقادر، متوجهًا بالتحيّة لكل الذين أثروا فيه وفكره ورؤيته الأدبية، ولبلده ليبيا.
وكان محمّد النعّاس، 31 عاما، قد فاز اليوم الأحد، بجائزة البوكر العالمية للرواية العالميّة، وهي الجائزة الأدبية الأرفع على الإطلاق في الأدب العربي.
وهو ثاني أصغر كاتب يفوز بالجائزة، وأوّل ليبي يحصل عليها.
وفي ما يلي نص التدوينة:
" بلدي وما بلدي سوى حقق الطيوب
ومواقع الإقدام للشمس اللعوب
أيام كانت طفلة الدنيا الطروب
فالحب والأشعار في بلدي دروب
والياسمين يكاد من ولهٍ يذوب، ولا يتوب
الناس في بلدي يحيكون النهار
حباً مناديلاً وشباكاً لدار
والفلُّ يروي كل ألعاب الصغار"
بهذه القصيدة سحَرني علي صدقي عبدالقادر، الشاعر الليبي العظيم، والذي رغم سخرية الجهلاء منه إلا أنّه ظل يغنّي عشقاً لبلده الأم.
وبأغاني وقصص وروايات أخرى جذبني أبناء بلدي من صحراء الكوني إلى نخيل عبدالله القويري وحواري الفاخري. برقصات الكاسكا والزُكرة وأغاني الرحا والمرسكاوي وألحان فكرون والمزداوي، وبسحر الفونشة والزمزامات العظيمات، وبأكتاف قصص أمهاتنا. اليوم أقف، لا لأنتصر لنفسي ولكن لأنتصر لليبيا. لبلد الطيوب.
أصدقائي من كل مكان، ومن كل مشربٍ ومن كل لسان، والذين اجتمعوا على حب الأدب والفن وعلى حب الحياة، شكراً جزيلاً لكم على التهاني التي لا أستحق منها شيئاً، فالتهاني تذهب إلى الوطن وحده وما أنا إلا أداة يستخدمها الوطن ليخبر العالم بوجوده، الكاتب الحقيقي فوزه الوحيد يبقى دائماً أن يرى كتابه بين يديْه وأن يرى الناس يقرأون ذلك الكتاب، فوزه الأعظم أن يعيش كتابه، وآمل حقاً أن يعيش الخال وتعيش معه زينب، ليكونا منارة لمن هم بعدي، لليبيين أبناء بلد الطيوب، يستهدون بها في ظلام الخوف وعتمة الوحدة، وليعرفوا أنّ أحلامهم يمكن تحقيقها.
مصير الكاتب الوحدة، هذا ما كنتُ أظنّه، ولكن اليوم كشفتم لي بأنّ ذلك ليس ضرورياً، وآمل حقاً، أن لا تأخذني العزّة وأنسى مآثر الكتابة عليْ، الشغف الذي همتُ به قبل عقد من هذا اليوم، والشغف الذي تخليتُ من أجله عن كل شيء، فقط لأمارسه.
أود شكركم جميعا على هذا الاحتفاء بالخال وبزينب وبالخبز، المكون الأساس للحضارة الإنسانية جمعاء. حب الخبز يجمعنا.
أشكر لجنة التحكيم الموقرة على هذه الثقة، وأشكر أحبائي الزملاء في القائمة القصيرة على الرفقة المذهلة. أنا على علم، بأنّكم أفضل منّي بكثير. فأنا لازلت طفلاً يتعلم الحبو.
أشكر زوجتي ريما، التي وقفت معي طيلة السنوات الماضية، أنتِ من علمتني أن أحب وأنت من تعلمينني أن أكتب.
أشكر أمي وأبي، لطفية مروان وحسين النعاس، وكما قلت في الإهداء، إنني آكل التراب الذي تمشيان عليه أكلا لما.
شكرا للصديق الوفي الصدّيق المنتصر، أخي ومصرفي الاحتياطي.
شكرا للغالي، الشاعر الليبي العظيم، سالم العالم. عرّابي.
شكرا لشوقي العنيزي، الرجل المكتبة، المحرر العظيم والصديق الرائع.
شكرا لصالح الحماد، رمزي بن رحومة وكل من عمل على معي على الخبز، من داريْ مسكيلياني الإمارات والرشم، لولاكم... لم تسمع كلمات الخال أحدا.
شكرا لأصدقائي التافهين الرائعين الذين لا يأبهون بكوني كاتبا، شكرا لأخواتي، النساء العظيمات، شكرا للأدب وشكرا للخال ولزينب وبالطبع، شكرا للخبز.
شكراً جزيلاً للجميع.
ولمن أرسل رسالة أو علق تعليقا أو كتب منشوراً يحتفي به بالخال ميلاد هذا اليوم، أعدكم، سأردُ عليكم واحداً واحداً إن شاء الله.