لم يبدِ الملياردير الأمريكي، بيل غيتس، تفاؤلاً حول كفاح العالم ضد وباء كورونا المستجد. ففي مقابلة صحافية أجرتها مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، انتقد غياب الاستثمارات والاستعدادات لمثل هذا الوباء، الأمر الذي ترك العالم في «منطقة مجهولة» على حد تعبيره. 

وأضاف مؤسس شركة مايكروسوفت، أن اللقاح هو السبيل الوحيد لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل انتشار الوباء، لافتاً إلى أن الاستثمارات المطلوبة لتوفير برنامج تشخيص بأقصى سرعة - وهو ما كان من شأنه تقليل الفترة اللازمة لتطوير لقاح بواقع النصف - لم تُضخ حتى الآن.

ومع طول فترة الاعتماد المتوقع للقاح ناجع، بدأت أصوات أخرى ترتفع لإيجاد مخرج أسرع لحالة العزل المنزلي وشلل قطاع الأعمال وتكدس العمال في منازلهم بدون مورد عيش. فبدلاً من اللقاح، يتم طرح خيار العلاج بالأدوية حتى قبل التوصل إلى اللقاح، الأمر الذي سيكسب البشرية شهوراً من الشلل والاضطرابات واحتمال انقطاع سلاسل الإمداد.

في السياق ذاته، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين عن أملها في التوصل إلى لقاح بحلول نهاية هذا العام، وإن فريقين من أكثر الفرق البحثية الواعدة يتمركزان في أوروبا. وسيتبع ذلك سلسلة من الخطوات للحصول على الموافقة على اللقاح وبدء الإنتاج الضخم. تطابقت وجهة نظر المسؤولة الأوروبية مع إعلان السلطات في إسبانيا أن إجراءات العزل والحظر ستبقى سارية طالما لم يتم التوصل إلى لقاح. وقالت: «بدون لقاح، يجب تقييد الاختلاط مع كبار السن».

إلا أن ستيفن بويس مدير هيئة الصحة الوطنية البريطانية، طرح رؤية مغايرة، قائلاً إن مكافحة فيروس كورونا ستكون سباقاً طويل المدى وليس قصيراً، وأن رفع إجراءات العزل العام قد تشمل أدوية وليس لقاحات فحسب. وأضاف أن اللقاحات ليست استراتيجية الخروج الوحيدة من حالة العزل العام.

وتتطلب استراتيجية العلاج بالأدوية، قبل طرح اللقاح، على النسبة المتماثلة للشفاء من مجموع المصابين، أو على وجه التحديد الحالات الخطرة للإصابات. وحتى نهاية الأحد، كان عدد الإصابات الخطرة أكثر من 50 ألفاً في أنحاء العالم، أي نحو 40% من عدد حالات الوفيات، و12% من نسبة المتعافين من المرض. وهذه الأرقام لا تؤهل أياً من الأدوية المعتمدة حتى اليوم على إعادة تنشيط الحياة في المدن والمصانع والفعاليات الكبرى.

ومع ارتفاع أعداد المصابين، والمعرضين للموت ضمن فئة الإصابات الخطرة، فإن أهمية إيجاد علاج ناجع تصبح ضرورة أكثر من أي وقت سبق، ذلك أن اللقاح سيفيد الأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض، أما المصابون فلن ينقذهم شيء سوى العلاج المباشر.