سلط صحيفة مالطا إندبندنت الضوء على أخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، وقالت الصحيفة يبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ليبيا مستمر الآن، لكن المدينة كانت "على شفا حرب شاملة" قبل توقيع الاتفاق في وقت سابق من هذا الأسبوع ووفقاً لمبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة إلى الدولة التي مزقتها الحرب التي مزقتها في شمال افريقيا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أفيد بأن مواطنين مالطيين في ليبيا طلبوا إجلاء الحكومة مع اشتداد المواجهات بين الميليشيات المتناحرة في طرابلس.
وقالت وزارة الخارجية المالطية إن جميع المالطيين في ليبيا كانوا آمنين وأن الحكومة تراقب الوضع عن كثب، ولا يزال يجري إبلاغ المواطنين المالطيين بعدم السفر إلى ليبيا في الوقت الحالي.
ويوم الثلاثاء الماضي قالت السلطات الليبية إن أكثر من أسبوع من القتال العنيف في العاصمة توقف بعد أن أعلنت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار بين المليشيات المتحاربة.
وأسفر القتال بين الميليشيات المتحالفة مع الحكومة المدعومة من قبل الأمم المتحدة في طرابلس وجماعة مسلحة من بلدة قريبة عن مقتل 63 شخصا على الأقل ، كما أكد على استمرار الفوضى في البلاد بعد أكثر من سبع سنوات من الأحداث التي أطاحت وقتلت الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
قال وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني عبد السلام عاشور يوم الاربعاء إن جميع الاطراف الموجودة على الارض رحبت بوقف اطلاق النار الذى أعلن يوم الثلاثاء وان "إجراءات أمنية جديدة" سيتم اتخاذها.
بينما صرح وزير صحة حكومة الوفاق عمر البشير بأن 63 شخصا قتلوا وأصيب 159 أخرون منذ بدء الاشتباكات في 26 أغسطس. ويقول إن 12 شخصا آخرين ما زالوا مفقودين.
وأعلنت حكومة الوفاق أإنها ستعيد فتح المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة وهو مطار ميعتيقة الدولي، وجرى استئناف الرحلات في المطار أمس الجمعة.
داعش يتوسع في هجمات بليبيا
وظل وقف إطلاق النار رغم هشاشته قائماً حتى يوم أمس، لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة حذر مجلس الأمن يوم الأربعاء من أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بتوسيع عملياته وأن ليبيا يمكن أن تصبح ملاذاً للجماعات الإرهابية.
وقال للمجلس إن "الوضع الراهن في ليبيا لا يمكن الدفاع عنه".
وحث سلامة أعضاء المجلس على المساعدة في معالجة "التهديد الذي يلوح في الأفق" من انتشار الجماعات الإرهابية، ودعم الإصلاحات الاقتصادية وجهود النهوض بالعملية السياسية والتحرك نحو الانتخابات الوطنية.
وقال سلامة إن العنف الذي استهلك العاصمة بداية من 26 أغسطس "حطم واجهة الهدوء التي كانت سائدة في طرابلس منذ مايو 2017".
وأضاف أن الدبابات والمدفعية الثقيلة تم نشرها في الأحياء السكنية مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى العديد منهم من المدنيين بما في ذلك الأطفال.
وقال إن طرابلس "على شفا حرب شاملة" إلى أن توسطت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الهش بين الأحزاب الرئيسية، وتحاول الأمم المتحدة الآن أن تساعد في ترسيخ وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام.
وأكد أن "هذه الأزمة ليست سوى الأخيرة في سلسلة من الأزمات التي اجتاحت ليبيا".
وأشار سلامة إلى الأحداث التي وقعت في الهلال الليبي الغني بالنفط في يونيو ويوليو والتي "هددت فعليًا بتقسيم البلاد"، ووجود تنظيم داعش وعملياته المتزايد وأكثر من ألف من القوات الحكومية التشادية والمعارضة التي تقاتل في الأسابيع الأخيرة من قواعد في جنوب ليبيا، موضحا هذا يخاطر "بأن يصبح الجنوب أرض معركة إقليمية وملاذا آمنا للجماعات المسلحة الأجنبية".
كما أشار سلام إلى الإضرابات عن الطعام في شرق وغرب ليبيا من قبل اللاجئين وطالبي اللجوء في مراكز الاحتجاز احتجاجا على ظروفهم المعيشية القاتمة. ووفقا للتقارير هرب المئات من المهاجرين من مركز اعتقال بعد أن علق المركز خلال تبادل إطلاق النار.
وفي إشارة متفائلة قال سلامة "في الأزمة تكمن الفرصة لمعالجة الأسباب الكامنة ولإعادة الاستقرار إلى ليبيا ، هناك حاجة قوية وعاجلة لإنشاء مؤسسات مدنية وعسكرية قوية وموحدة تعمل لصالح جميع المواطنين ".
الجماعات المسلحة تهدد تشكيل حكومة جديدة
وفي مايو الماضي وافق فايز سراج رئيس وزراء الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في الشرق على خارطة طريق تهدف إلى استعادة النظام في البلاد. ويدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ، المقرر إجراؤها في 10 ديسمبر المقبل.
لكن خبراء الأمم المتحدة قالوا في تقرير الشهر الماضي إن "السلوك الوحشي" من قبل الجماعات المسلحة في ليبيا يشكل تهديدا مباشرا لتشكيل حكومة وطنية وإنهاء الفوضى التي غذت الإرهاب والاتجار بالبشر وعدم الاستقرار في المنطقة الأوسع.
وقال سلامة لمجلس الأمن إنه "من أجل إجراء انتخابات وطنية يجب استيفاء عدد من الشروط" التى "تتطلب بذل جهود كبيرة لتحقيقها ولكنها قابلة للتحقيق".
وأضاف سلامة "جميع المواطنين الليبيين دفعوا ثمناً باهظاً، نظرا للطموحات الشخصية لعدد قليل من السياسيين".