تحتضن قاعدة بنينا بمدينة بنغازي ، شرقي ليبيا ،اليوم السبت ، إسعراضا عسكريا ضخما بحضور القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ،بينما سيغيب عنه رئيسا المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بسبب التزاماتهما الخارجية حيث سيكون الأول في زيارة الى تونس والثاني في زيارة الى الجزائر.

وقالت شعبة الإعلام الحربي أن العرض العسكري المنتظر هو الأول في ضخامته والأكبر في حجمه والأقوى في رسالته الذي تشهده ليبيا في تاريخها ، ويأتي ضمن مرحلة مفصلية ومتغيرات تعصف بدول المنطقة بأكملها ،

وأضافت أن للعرض جملة من الرسائل ،.من بينها أن القوات المسلحة تريد القول لمن ظن أنها انهارت وضعفت وفقدت السيطرة بعد الانسحاب من طـرابلـس بأنها قوية كما كانت بل زادت تطويرا لإمكاناتها بنظر للأسلحة الجديدة التي سيتم استعراضها.

وتابعت أن القوات المسلحة الليبية التي منحت كل الفرص لإنجاح الحوار مستعدة لأي سيناريو وأداء واجبها الوطني في حال تم الالتفاف على مخرجات اتفاق جنيف وعرقلة الانتخابات .

ورجحت مصادر مطلعة أن يشارك في العرض أكثر من 50 آلف عنصرا من جيوش البر والبحر والجو والقوات الخاصة وطلبة الاكاديميات العسكرية ومن مختلف الألوية العاملة والمتحركة في أغلب مناطق البلاد.  

وفي الأثناء ، قال المتحدث الرسمي باسم قيادة الجيش ، اللواء أحمد المسماري ، أن الاستعراض سيكون أضخم عرض عسكري في تاريخ البلاد منذ سنوات.وسيقام الاستعراض في بنينا، وأكد المسماري أنه لا يراد به تهديد أحد وإنما هو استعراض للسلام ووفاء للشهداء والجرحى، وكل من قدم دعما للمشروع الحربي ضد الإرهاب والجريمة.وسيشارك في الاستعراض مئات الكراديس، وآلاف العربات المسلحة من جميع وحدات وصنوف القوات المسلحة إضافة إلى القوات الجوية.وقال المسماري، إننا نقيم هذا الاستعراض لنبرهن للعالم أننا جاهزون لحماية الوطن.

 كما ابرز المسماري في بيان منفصل ، “إن ليبيا على حافة أحداث تاريخية مهمة فبعد سنوات من الحرب على الإرهاب والجريمة التي تقودها القيادة العامة للقوات المسلحة ، وبعد هذه المرحلة الهامة والمفصلية من النضال الوطني يُظهر الشعب الليبي رغبة قوية في تحقيق السلام ومصالحة وطنية تجبر الضرر وتحقق مبادئ التسامح والعفو وبناء ليبيا جديدة ينعم فيها الشعب بالأمن والأمان والعدالة والمساواة دولة مزدهرة ومستقرة »

وأضاف في بيان : « أن الهدف الرئيسي في المستقبل القريب أصبح هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلا إن هناك من لا يريد المصالحة والانتقال السلمي للسلطات بل يريد استمرار الفوضى الأمنية والهيمنة على مصادر مراكز القرار وعلى مقدرات الشعب الليبي، ونشر الإرهاب والجريمة وهؤلاء الخونة لا يطلقون النار بالسلاح فقط بل يشعلون نار الفتنة بالكلمة والتظليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية »

وتابع المسماري، “كل يوم نرصد العشرات من المنشورات الكاذبة والاستفزازية والأخبار المزيفة في فضاء المعلومات وعلى القنوات المرئية بهدف زرع الخوف وعدم الثقة لتشويه سمعة الجيش الوطني الليبي ، على سبيل المثال وردت أمس أنباء عن وقوع هجوم على فرع الهلال الأحمر في مدينة هون بمنطقة الجفرة ونحن نعلن أن المدينة هادئة ومستقرة والجيش الوطني الليبي والشرطة العسكرية تدعم مديرية الأمن والأجهزة الأمنية التي تسيطر على الوضع بشكل كامل ، وعليه نؤكد أن أي محاولة لتشويه سمعة الجيش الوطني الليبي محكوم عليها بالفشل والسقوط” .

ويأتي العرض العسكري إعلانا عن جاهزية قوات الجيش لأية مهام تكلف بها ، في الوقت الذي لا تزال فيه الأوضاع السياسية غير واضحة بالشكل الكافي ، نظرا لمحاولات عرقلة تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد للرابع والعشرين من ديسمبر القادم ، وعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق العسكري المبرم من قبل اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف أواخر أكتوبر الماضي ، وكذلك استمرار الجدل حول أزمة القوات التركية والمرتزقة الأجانب ، وغياب الإرادة الدولية عن حسم ملف الميلشيات والجماعات المسلحة ، ومواصلة تيار الإسلام السياسي مراهنته على حالة الانقسام وعرقلته لبوادر المصالحة وتوحيد المؤسسة العسكرية. 

ورغم أن اللواء أحمد المسماري، أكد ، أن العرض العسكري يأتي ترحما على أرواح الشهداء ونقل التحيات للجرحى ولأبناء القوات المسلحة ،وأنه ليس للتهديد أو رسائل وعيد لأحد، إنما يمثل احتفالا بثورة الكرامة، وهي عمل مدني انطلق من الشارع والمدن الليبية وخرج فيها الشعب رافضا للجريمة والإرهاب والاغتيالات والسرقة ، إلا أن رموز الإسلام السياسي وأمراء الحرب وقادة الميلشيات واللاعبون على وتر الانقسام السياسي والجغرافي والدائرون في فلك الدور التركي في ليبيا والمنطقة ، حاولوا استغلال الفرصة لمهاجمة قيادة الجيش والتشكيك في أهدافها .