أطلق سكان حي "الكيلومتر 5" في بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى، الذي تقطنه أغلبية مسلمة وأقلية مسيحية، مبادرة شعبية تهدف إلى إعلاء قيمة "التماسك الاجتماعي" بين المسلمين والمسيحيين، وذلك تحت اسم "تعاونية 236-كم 5 للسلام والتنمية".
وقال المسؤول الإعلامي للمبادرة بالا إبراهيم إن الرقم 236 يشير إلى الرمز الهاتفي لأفريقيا الوسطى، وذلك للتعبير عن انتمائنا لهذا البلد وللتأكيد على أن مشاغلنا مشتركة، فيما يشير (كم 5) إلى اسم الحي المسلم في بانغي".
وأضاف إبراهيم أن "الهدف من المبادرة هو إحلال السلام والتماسك الاجتماعي في البلاد، ولا شيء غير ذلك".
ومضى قائلا: "ليست لنا أي أغراض سياسية، لقد انطلقنا من فكرة أنه من المخزي رؤية أشخاص من الجيل نفسه، نشأوا جنبا إلى جنب وتعايشوا مع بعضهم البعض ولعبوا سوياً، يصبحون أعداءً بين عشية وضحاها، دون أن يتحملوا أي مسؤولية عن انقسامهم".
وأضاف إبراهيم: "قررنا ألا ندع الأمور تفلت من أيدينا، ومثلما يمكنكم أن تلحظوا، فإن سكان الكيلومتر 5 من مسلمين ومسيحيين لم يرحلوا من الحي" .
ونددت المبادرة، في بيان بما سمته بـ "التشويه والخلط والتلاعب في المعلومات بخصوص حي الكيلومتر 5".
وأعربت عن "أسف أهالي الحي، الذي تقطنه أغلبية مسلمة، من تعرض حيهم إلى إهمال تام" من السلطات.
ومنذ ديسمبر الماضي، تعيش أفريقيا الوسطى على وقع صراع طائفي بين مليشيا "السيليكا"، ذات الأغلبية المسلمة، وميليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية.
وبحسب الأمم المتحدة، تم إجبار حوالي 200 ألف مسلم على الرحيل من البلد الأفريقي، منذ بدء الصراع، نحو دول الكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل.
وأثار هذا النزوح مخاوف السلطة السياسية والقادة الدينيين من انقسام البلاد بين جنوب مسيحي وشمال مسلم.