نشرت مجلة "ذا ويك" الأمريكية تقريرًا حو القتال والتناحر الدائر في ليبيا في ظل تدخلات خارجية من عدة دول مما أدى إلى تأجيج نار الحرب في الدولة الواقعة في شمالي القارة الإفريقية، كما وضحت وجهة نظرها إزاء المستقبل القريب للصراع الدائر هناك. 

وقالت المجلة الأمريكية إنه من المقرر استئناف المحادثات يوم الثلاثاء بين حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في ليبيا والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، بهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غربي البلاد حيث تصاعد القتال خلال الأسابيع الأخيرة.

وقد تم انتهاك وقف إطلاق النار غير المستقر المتفق عليه مؤقتًا في موسكو في 13 يناير حتى الآن من قبل الطرفين مرارًا وتكرارًا، حيث انتهك الداعمون الدوليون للفصائل حظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحد من الدعم العسكري للأطراف المتحاربة. 

وتهدف المحادثات -التي ستستضيفها الأمم المتحدة-إلى فرض ضبط النفس في نزاع تصاعد في التعقيد خلال السنوات القليلة الماضية، إذ تحرك عدد أكبر من اللاعبين الأجانب بما في ذلك تركيا وروسيا والإمارات العربية المتحدة للتأثير عليه.

ما الذي يحدث في ليبيا؟

وفي حين أن الحكومة الضعيفة المدعومة من الأمم المتحدة تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، إلا أن المدينة تحت الحصار من قبل قوات الجيش الوطني الليبي التي تسيطر حاليًا على معظم أنحاء البلاد. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إن الجيش الوطني الليبي، الذي شن هجومه على طرابلس في أبريل 2019 يحظى بدعم الإمارات، وكذلك مرتزقة روس من مجموعة فاجنر الأمنية الخاصة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها تحظى بدعم تركيا التي أرسلت مؤخراً آلاف الجنود إلى البلاد وقطر.

وفي يناير وافق المؤيدون الدوليون للجانبين على وقف لإطلاق النار، وفي مؤتمر عقد في برلين اتخذوا خطوة لإنهاء التورط الدولي في الحرب التي اندلعت منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011. ومع ذلك فإن الأمل أثار اجتماعات الشهر الماضي كانت قصيرة. يوم الأحد وصفت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز الهدنة الحالية بين الجانبين بأنها "مزحة".

وقالت وليامز إنه كان هناك بالفعل 150 انتهاكًا لحظر الأسلحة، وأن صعوبة مراقبتها في كل البر والبحر والجو تعني أن "المساءلة" تتضاءل وفقًا لصحيفة الجارديان.

ماذا ينتظر ليبيا؟

بينما انتهت جولة سابقة من المحادثات دون اتفاق بين الجانبين ستركز المحادثات التي تبدأ هذا الأسبوع على كيفية وقف تصعيد الصراع والعمل على وقف دائم لإطلاق النار. وقالت واشنطن بوست إن الأمم المتحدة تعمل على إعداد قرار لفرض عقوبات على الدول التي تخرق حظر الأسلحة، ويظل وقف "تدفق الأسلحة الأجنبية" إلى البلاد هدفًا رئيسيًا للمفاوضات.

ومع ذلك مع معاناة الأمم المتحدة لوقف العنف على الأرض بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي، وكذلك معاناتها –تقصد الأمم المتحدة-الحد من نفوذ القوى الخارجية تبدو احتمالات التوصل إلى حل سلمي للنزاع بعيدة. وقالت التايمز إن الدعم الذي قدمته تركيا مؤخرًا في طرابلس بما في ذلك إرسال مركبات مدرعة وعدة مضادة للطائرات وألفي من المرتزقة السوريين بتنسيق من الأتراك، قد "لصد" هجوم الجيش الوطني الليبي على المدينة في الوقت الحالي. ومع ذلك "ما لم تتمكن القوى الغربية من إلزام رعاة هذا النزاع بالوفاء بوعودهم بالانسحاب، فسيكون هناك المزيد من القتال".