أعرب محمد جغام نائب رئيس حزب المبادرة الدستورية ، الذي يقوده وزير الخارجية الاسبق كمال مرجان ، عن تفاؤله بمستقبل تونس السياسي والاقتصادي  مثنيا على عمل مهدي جمعة وفريقه الحكومي .وأكد جغام ، الوزير السابق للسياحة والداخلية في عهد بن علي ،أن محاولة احياء فصل الإقصاء السياسي يمثل نقطة سوداء في المسار الانتقالي لتونس ومعلنا أن الانتخابات القادمة ستشهد عودة حزب النهضة الاسلامي وتحالفه مع أحزاب وسطية ودستورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية .

وفي ما يلي النص الكامل للحوار

أين وصلت عملية توحيد الأحزاب ذات المرجعية الدستورية ؟

ج: الى حد الآن لم تسجل عملية التوحيد تقدما كبيرا ، وفي الحقيقة نحن نعلم إنها ليست سهلة رغم أن الجميع متفقون على ضرورة أن يكون كل الدستوريين تحت سقف واحد وبكلمة واحدة .فأغلب الدستوريين ، أن لم نقل كلهم ،يعتبرون أن مرجعيتهم بورقيبة وفكره ، وهي مرجعية لا يمكن أن تزول بفعل حل الحزب بأمر قضائي أو غيره ، وهم يجمعون على ضرورة أن يكونوا حزبا واحدا وكبيرا ويعتقدون أن عدم توحدهم سيكون كارثة ، وهناك اليوم جهود لتحقيق هذا الهدف ونحن متفائلون بالقدرة على تحقيقه .

س : هل هناك معوقات أمام تحقيق هذا الهدف الجامع ؟

ج :هناك معوقات تعطل حلم التوحيد من أبرزها اختلاف الرؤيا حول المستقبل وحول التحالفات والعلاقات مع بقية الأحزاب على الساحةويبقى الأمل أن ندخل الانتخابات القادمة موحدين في حزب كبير بما في ذلك الدساترة المنتمين لنداء تونس .

س عاد في الفترة الأخيرة الحديث عن إقصاء الدساترة والتجمعيين من المشاركة في الانتخابات القادمة مثلما تم في الانتخابات الماضية ، ويبدو أن النهضة وأحزاب أخرى ستمنع تمريره ضمن القانون الانتخابي المقبل ، ماذا تقولون في هذه المسألة وماذا لو تم تمريره هذا الفصل ؟

ج : نحن نتمنى ألا يتم تمرير هذا الفصل ، لبس حرصا على مصلحتنا ، بل لأن تمريره سيشكل فضيحة كبرى ونقطة سوداء تشوه المسار الانتقالي للبلاد .

وحتى اذا تم تمرير هذا الفصل الاقصائي فإننا سنشارك في الانتخابات القادمة ، لأن الجميع يعرفون أن هناك دساترة لم يتحملوا مسؤوليات في الحزب المنحل وبالتالي لن يمكن عزلهم أو منعهم من الترشح و الفوز إذا صوت لهم الشعب التونسي .

س هل سيدخل حزب المبادرة الدستورية الانتخابات القادمة حتى في صورة عدم توحد كل الأحزاب الدستورية ؟

ج : نعم سنشارك ونحن نتمنى أن ندخلها بحزب كبير ، واذا لم يحصل ذلك سندخلها بمفردنا .

س :ستشاركون في البرلمانية والرئاسية ، ومن سيكون مرشحكم للرئاسة ؟

ج : المؤكد اليوم إننا سنشارك في الانتخابات بجزأيها لكن الى حد الآن  لم ننظر في الأسماء ولم نحسم في أي اسم .

س : هل تعتقدون أن الانتخابات المقبلة ستؤدي الى خارطة سياسية جديدة ؟ وهل تعتقدون فوز حزب بالأغلبية و قيادة تونس بمفرده ؟

ج : أعتقد أن أبرز الأحزاب التي ستنجح في الانتخابات القادمة ، ودون ترتيب ، هي النهضة ونداء تونس و الدساترة و اليساريون وبعض الأحزاب الوسطية المعتدلة ، لكني متأكد أن العودة لحكم حزب واحد مستحيلة وأن الحكومة القادمة ستتكون من تحالف عديد الأحزاب من مرجعيات مختلفة لتكون شبيهة بحكومة الوحدة الوطنية ، وهو مؤشر ايجابي في المسار الانتقالي لتونس  سيميزها عن غيرها من بلدان ما يسمى بالربيع العربي .

س :هناك مطالبة موسعة في المشهد السياسي التونسي تدعو الى استقالة المرزوقي وبن جعفر من منصبيهما في صورة قرارهما الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، هل أنتم مع هذا الرأي ولماذا ؟

ج: نحن نتخوف فقط من عدم تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة ، وقد بدأنا نحس بانطلاق حملة انتخابية قبل أوانها ليس من قبل بن جعفر والمرزوقي فقط،بل أيضا من النهضة و الهاشمي الحامدي الذي يستعمل قناته التلفزية للتوجه الى التونسيين بخطاب انتخابي باسم حزبه ...

ووفق ما أعلمه أن بن جعفر حسم الأمر وأعلن انه سيستقيل إذا قرر الترشح وهو عكس المرزوقي في هذا الشأن ، لكن الأهم اليوم أن ننظم انتخابات ديمقراطية وشفافة ونزيهة تكون أفضل من الانتخابات الماضية التي لم تكن شفافة بنسبة 100 بالمائة ، ولم تخل من التجاوزات .

س: بعيدا عن ذلك هل تعتقدون أن البيئة الانتخابية الحالية مناسبة لتنظيم انتخابات بمواصفات دولية .؟

ج:رغم أن الجميع استبشر بحكومة مهدي جمعة والكفاءات المستقلة التي تضمها فإننا نلاحظ أن الأوضاع لم تستقر بعد ، إذ تكاثرت الاعتصامات والإضرابات ، وأصبح الكثيرون يطالبون بحقوقهم ، وهو أمر مشروع ، لكنهم ينسون واجبهم إزاء وطنهم الذي يحتاج اليوم الى كافة الجهود والى مضاعفة العمل لخلق الثروة،والى تقديم تنازلات وتضحيات من أجل البلاد .

ونحن نرى أن حكومة مهدي جمعة تعمل بجد من أجل إعادة البلاد الى مدارها الطبيعي وعلينا جميعا مساعدتها والتقليص من التجاذبات السياسية .

س : يبدأ جمعة زيارته لدول مجلس التعاون الخليجي ، ماذا تنتظرون من هذا الزيارة ، وهل تعتقدون أن الأشقاء في الخليج سيقبلون بدعم تونس ؟

ج :أعتقد أنها ستكون ايجابية اذ أن الأشقاء في الخليج العربي ساعدونا في الظروف الصعبة وفي غيرها ، ولا شك أن تونس بحاجة اليوم الى المال لسد العجز في توازناتها وأعتقد أن البنوك والصناديق الخليجية لن تتأخر في ذلك .

فنحن اليوم نعول على أشقائنا العرب وعلى أصدقائنا الأوروبيين وعلى الأمريكان ، وأعتقد أن جمعة يسير على الطريق الصحيح وأنا بمتفائل جدا بمستقبل تونس الاقتصادي .

س وما هو سر هذا التفاؤل ؟

ج : هناك عديد المؤشرات تبعث على التفاؤل ،وأبرزها الاستقرار الأمني نتيجة الجهود الكبيرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب و الجريمة وخلق مناخ آمن ، إضافة الى التطور المرتقب للقطاع السياحي الذي سيعرف نموا كبيرا خلال الصائفة القادمة وبقية الأشهر الذي تليه .