قال الفنان السعودي محمد عبده إن شغف جمهور الخليج وفنانيه بالأغنية المغربية وإيقاعاتها امتداد لذاكرة تاريخية مشتركة عريقة. وأوضح في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الجمعة بالرباط، عشية الحفل الذي يحييه غدا في إطار الدورة 13 لمهرجان "موازين..إيقاعات العالم، أن التفاعل الفني الخليجي المغربي يجد أصوله في عهد الفتوحات الاسلامية وهجرات القبائل من الجزيرة العربية الى المغرب، حاملة إيقاعاتها وأهازيجها.

وأضاف "فنان العرب"، الذي يختتم فعاليات المنصة الشرقية للمهرجان، أن الفنانين المعاصرين في الخليج انطلقوا من هذه القاعدة التراثية المشتركة، وفتنتهم الإيقاعات المغربية، وأعجبوا بأسماء كبيرة من حجم الفنان عبد الوهاب الدكالي الذي قال إنه يحمل "رائحة التربة المغربية الأصيلة".

وبخصوص هذا الأخير، كان محمد عبده قد كشف، خلال ندوة صحافية، عن مشروع مشترك مع عميد الأغنية المغربية لإصدار عمل غنائي ذي طابع روحي على نمط "الغناء المكي" الذي يبتدئ بالصلاة على النبي الكريم والذكر قبل الدخول الى القصيدة.

وذكر بأنه تم الاتفاق مع الدكالي على هذا المشروع بمناسبة مهرجان فاس للموسيقى الروحية ولو أنه تأجل لدواعي صحية لكنه أكد العزم على استئناف العمل مستقبلا.

وعن وضع فنان من الزمن الكلاسيكي في مشهد فني تسيطر عليه الإيقاعات السريعة، أكد محمد عبده أن هذا الالتباس في المشهد الغنائي العربي "لا يزيدني الا تمسكا بالفن الذي تربيت عليه" مضيفا أن من يستسلم للإحباط هو من لا يملك جديدا يقدمه للناس.

وأكد رهانه على مواصلة الإبداع في اللون الكلاسيكي الخفيف الذي يقع متوسطا بين الإيقاع التراثي الثقيل والإيقاعات السريعة التي تغزو الساحة حاليا.

وبخصوص مستقبل الأغنية الخليجية، شدد محمد عبده على أن الكلمة القوية هي نقطة تميز هذه المدرسة وينبغي الحفاظ عليها، بدل التركيز فقط على استلهام الأشكال الموسيقية الجديدة.

وأثنى محمد عبده على أصوات من الجيل الجديد رأى أنها أجادت أداء أغانيه الشهيرة مثل المغربية دنيا بطمة والمصرية آمال ماهر.

ومن جهة أخرى، اعتبر "فنان العرب" أن البنية الاقتصادية القوية دعامة حاسمة لازدهار الصناعة الفنية وبروز أسماء جديدة، وهو ما يفسر جاذبية منطقة الخليج لمجموعات من أبرز الأصوات العربية، التي تقبل على أداء اللون الخليجي والاستفادة من رعاية كبريات المؤسسات الانتاجية.

يذكر أن محمد عبده من مواليد 1949 بمدينة جازان السعودية. بدأ مساره الفني عام 1960 و عمره لا يتجاوز 12 سنة. ،وسجل أولى أغانيه ببيروت مع الملحن السوري محمد محسن بعنوان "خاصمت عيني من سنين". وعاد الى بلاده ليستأنف مسارا غنيا بالروائع من قبيل "الأماكن" و "على البال" و "ليلة خميس" و "بنت النور" و "أعترفلك" و"البرواز".

 

*نقلا عن هسبريس