أوقفت إدارة إذاعة سرت المحلية، المذيع، محمد علي مجيد، بسبب مداخلة هاتفية أجراها رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس الإنتقالي السابق محمود جبريل على برنامجه الذي يُبث على الهواء.
وقال مصدر بإذاعة سرت المحلية لبوابة افريقيا الإخبارية، إن المذيع كان يجري حوارا في المجال الاقتصادي مع محمود جبريل حول البرنامج الوطني للمشروعات الصغرى والمتوسطة الذي أطلقه وأشرف على إعداده الأخير خلال فترة رئاسته لمجلس التطوير الاقتصادي ما بين عامي 2007 – 2009.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه بعد مداخلة محمود جبريل بدقائق، تجمع أفراد من الأجهزة الأمنية من بينهم قوة حماية سرت بمقر الإذاعة، وتم التحقيق مع المذيع وتوبيخه بشأن استضافة محمود جبريل، كما تم إيقافه عن العمل وإيقاف البرنامج الذي يقدمه نهائياً.
وكشف المصدر أن إدارة إذاعة سرت المحلية اتخذت الإجراء بإيقاف المذيع بسب اختياره شخصية مثيرة للجدل في مدينة سرت وهو محمود جبريل كضيف لبرنامجه.
وقال إن هناك شريحة كبيرة في المدينة ترفض جبريل وتتهمه بأنه أحد المسؤولين عن الجرائم والفوضى التي حلت في ليبيا عامة وسرت خاصة عام 2011 "، وشريحة أخرى ترى في جبريل خصم سياسي يحاول أن يتخذ من إذاعة المدينة منبر لتمرير اجندته واستخدامها كدعاية انتخابية.
ومن جانبه قال محمود جبريل في تصريح صحفي حول المقابلة، إنه لم يتطرق في حديثه لأي جوانب سياسية أو حزبية سواء فى العهد الحالي أو النظام السابق إنما تركز الحديث حول تفاصيل برنامج المشروعات ومدى إمكانية إستفادة الدولة منه وتفعيله، معرباً عن صدمته من خبر توقيف المذيع الشاب.
ولاقى نبأ إيقاف المذيع استياءًا كبيرًا واستغراب بين أوساط النشطاء في مدينة سرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم إن من أوقف المذيع واتخذا الإجراء بفصله يحاول جر مدينة سرت إلى أتون الصراعات السياسية والحزبية ويحاول فرض توجهات جهة بعينها على المدينة.
وقال آخر كان الأجدر بالإدارة أن تقوم بإنذار المذيع على أقل تقدير لو كان مخطئا ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ، مضيفا أن ايقاف المذيع يعكس ﺣﺲ ﻋﺪم المسؤولية واللامبالاة لدى إدارة الإذاعة، فيما اعتذر أحدهم للمذيع بالنيابة عن إدارة الإذاعة قائلا "ﻧﻌﺘذر للمذيع الشاب الذي بدل أن ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﺟهه وﻳﻨﻤﻲ قدراته, ﺗﻢ ﻓﺼﻠﻪ لسبب ﺗﺎﻓﻪ جدا. وقال أحد النشطاء معلقا على الإجراء ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ إيقاف المذيع خاصة أن الحوار مع محمود جبريل أجرته معه قنوات كثيرة قبله ومذيعين كثر, متسائلا ﻫﻞ هذا هو الإعلام اﻟﺠﺪﻳﺪ وحرية الرأي التي يتحدثون عنها.