بدأت وحدات من قوات الجيش اللبناني، مساء أمس الإثنين، في تنفيذ مداهمات واسعة في بعض قرى محافظة جبل لبنان لضبط المتهمين بإطلاق النيران على موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب، خلال أحداث الاشتباكات النارية التي وقعت في منطقة الجبل.

وشهدت منطقة الجبل أمس اشتباكات مسلحة، حيث قطع عناصر بالحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة لوزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، كما تعرض موكب سيارات الوزير الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل، على نحو تسبب في مقتل عنصرين أمنيين من المرافقين له. 

وقامت قوة من الجيش بضبط عدد من المتهمين على خلفية الأحداث الدامية التي شهدها الجبل، في حين لا تزال تتواصل عمليات البحث عن بقية مرتكبي الاشتباكات النارية لإلقاء القبض عليهم.

وكانت الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية قد بدأت منذ صباح أمس تحقيقاتها وتحرياتها للوقوف على هوية مرتكبي وقائع إطلاق النيران، خاصة وأن أحداث الجبل التي وقعت بالأمس تسببت في حالة من الاحتقان والتوتر الطائفي في عموم البلاد.

من جانبه، اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي أن المداهمات والملاحقات التي تتم "تكشف عن نوايا سيئة وكيدية تجاه المنطقة وأهلها، فضلا عن كونها تخرق حرمة المنازل". 

وأشار الحزب، في بيان مساء الإثنين، إلى أن سبق وأكد أنه تحت سقف القانون، غير أن تطبيق القانون يجب أن يتم على الجميع من دون أي تمييز وضمن الأصول والقواعد القانونية.

وكان المحتجون على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى الجبل بالأمس، وهم في معظمهم من المنتمين للحزب التقدمي الاشتراكي، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل. 

وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.

وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.