فجّر عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي والمتحدث بإسم الرئاسة في تونس قضية جديدة يبدو أنها ستثير من حولها الكثير من الجدل ، حيث أن أكد أن محمد البوعزيزي الشاب الذي أضرم المار في جسده يوم 17 ديسمبر 2010 مما تسبب في إندلاع شرارة الثورة الثورة ومن ورائها ثورات الربيع العربي كان أداة تم إستنباطها لتأجيج الحراك الشعبي ضد النظام القائم أنذاك

وأكد منصر في حوار مع صحيفة « الدستور » الإردنية أن « البوعزيز كان أسطورة وكل الثورات تحتاج إلى أساطير، والثورة بدون أسطورة كأنها لم تكن، فالحادثة التي انطلقت بدءاً منها الاحتجاجات حصلت بضع مرات في السابق ولم تؤدِ إلى شيء قبل 6 أو 7 أشهر، حيث حصل في مدينة المنستير، أن أحد المواطنين الذي منع من وضع كشك لبيع السكاكر وما إلى ذلك من قبل  السلطة المحلية أحرق نفسه ولم يحدث أي شيء، أيضاً أحداث الحوض المنجمي التي سقط فيها ضحايا بالرصاص لم يحدث فيها أي شيء، لكن ما حصل أنه عندما حدثت حادثة البوعزيزي كان هناك بعض الشباب المتعلم الثوري الذي صنع منها الأسطورة، وتم الحديث على أنه من حملة الشهادات العليا، وهذا لم يكن صحيحاً، فالبوعزيزي لم يكن يحمل حتى شهادة البكالوريا، وهو لم يكن مظلوماً فيما حصل بل كان ظالماً، هو الذي اعتدى على عون التراتيب البلدية، وأهانها بالكلام وبالعنف»

وأضاف منصر  أن كل الشباب الذين بنوا أسطورة البوعزيزي  خاصة عن طريق الفيس بوك والومضات المسجلة بالهاتف والتي كانت تبثها قناة « الجزيرة» القطرية  أحدثوا حالة معينة » وأردف « عندما حدثت حادثة البوعزيزي كنت بعد يوم من الحادثة في مناسبة اجتماعية وحصل حديث حول هذا الموضوع، وطلب رأيي في هذا الأمر، فقلت من المستحيل أن تتطور إلى أي شيء، لأنها قد  حصلت سابقا العديد مثل هذه الحادثة، لكنها تطورت بالفعل عبر حركة احتجاجية استفادت من اللحمة العشائرية في ولاية سدي بوزيد حيث لا يزال للانتماء العشائري ( القبلي )  قيمة، وإستعمل شباب ثوري جامعي مثقف ومتعلم الأدوات العصرية في تحقيق التواصل والدعاية لهذه الحادثة »

 وقال المسؤول التونسي أن  الصورة التي انتشرت للبوعزيزي هو يحترق  ليست صورته، حيث لا أحد صوّره وهو محترق، ثم تعامل السلطة مع هذا الموضوع، وأضاف إن السلطة لم تدرِ ماذا تفعل، إلى درجة أن هناك صورة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وهو يعود البوعزيزي في المستشفى ولكن اتضح فيما بعد أنه يعود شخصا آخر لأن البوعزيزي كان قد توفي، وبيّن منصر أنه و«  بعد ستة أشهر أو سبعة أشهر من الثورة لم يعد أحد يتحدث عن البوعزيزي في تونس، بل بالعكس أصبحت عائلة البوعزيزي مكروهة نوعاً ما، فبعض أفراد هذه العائلة استفادوا من الصورة أو من هذه الدعاية،  في حين أن أبناء المنطقة ( سيدي بوزيد )  يعرفون بأنها دعاية كاذبة ولكن العائلة استفادت من أجل تحقيق مكاسب شخصية، وبعض الامراء العرب  كانوا يستدعون والدة البوعزيزي ويستضيفونها ويعطونها أموالا مما جعلها تترك قريتها وتشتري مسكنا في ضواحي العاصمة الراقية » 

ويعتقد المراقبون أن تصريحات عدنان منصر حول تصنيع أسطورة البوعزيزي وإعتمادها في الترويج إعلاميا للإنتفاضة التي أطاحت بنظام بن علي ستفتح باب التأويلات حول قضايا أخرى لا تزال غامضة ومنها قضية القناصين المحترفين الذين قاموا بقتل محتجين تونسيين لتأجيج الغضب الشعبي ضد النظام السابق وكذلة قضية الأموال المهرّبة والتي قيل أنها تبلغ 40 مليار دولار في حين ثبت أنها لا تتجاوز 50 مليون دولار  ،يذكر أن البوعزيزي كان يسمى بأيقونة الثورة التونسية ومفجر ثورات الربيع العربي قبل أن يتم تجاهله وأهمال قبره ورفع إسمه من بعض المؤسسات التى أطلق عليها .