قررت وزارة الثقافة الجزائرية تصنيف مذابح موجود بالمقاطعة الإدارية "حسين داي" وسط الجزائر العاصمة ضمن التراث الثقافي الوطني. وتعد هذه المذابح واحدة ضمن بنايات تاريخية تقع بالأحياء العتيقة للعاصمة بشكل مبعثر اغلبها يمتد للحقبة العثمانية بالجزائر أو بدايات الحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر.

و نشر قرار التصنيف بالجريدة الرسمية مؤخرا و خص فتح التصنيف بالقول «معلم تاريخي يشهد على الحقبة الصناعية للجزائر" وقدرت مساحته ب "24.000 متر مربع" و كذا «منطقة حماية" له ب 200 متر انطلاقا من حدود المعلم الثقافي الموجودة. ويمنع هذا القرار إقامة إي بناء جديد يحجبها عن الأنظار.

كما تم توثيق القرار بنصوص عقابية لحماية المعالم والمساحات التي باتت حضارية وثقافية ضمن قانون حماية الممتلكات الثقافية في حالة مخالفة أحكامه. 

و تتوفر مذابح العاصمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية في غالبها على ثلاث قاعات  للذبح (3.250 متر مربع) إلى جانب إسطبلات تمتد على 3.764 متر مربع غير أنها لم تعد تستجب للمعايير المعمول بها حاليا. و قد تم تأجيل غلقها من قبل السلطات العمومية في انتظار انجاز منشأة مماثلة  خارج وسط العاصمة للتخفيف الضغط عن المدينة والسماح للتجار بممارسة نشاطاتهم في مساحات تطابق المعايير المعمول بها.

وقد وجه  فنانون تشكيليون جزائريون في سبتمبر 2013 نداء عبر الانترنت للسلطات العمومية قصد السماح بإنشاء فضاء يخصص للفن و الثقافة بمكان مذابح العاصمة حاليا لاستغلال المساحة على اعتبار المشكل الكبير للعقار وسط العاصمة الجزائرية والذي منع إنشاء العديد من المشاريع العمومية في شتى القطاعات. و يرمي هذا النداء الذي حصد أزيد من 700 توقيع إلى إخراج الفنون المرئية من حالة "السبات" التي تعاني منها بالعاصمة. وقد استلهم هذا الطلب من خبرات سجلت بالعديد من البلدان مثل المذابح القديمة ل"تيستاشتيو" بروما (ايطاليا) التي تحتضن اليوم متحف الفن المعاصر لروما  أو ال789 لبكين (الصين) و هو عبارة عن مصنع قديم للتجهيزات الكهربائية الذي تمت  تهيئته في شكل قرية للفنانين مع الاحتفاظ على هيكله الأصلي. و بغض النظر عن طابعها المعماري المتميز الذي يليق بالنشاطات الفنية تقع مذابح العاصمة بالقرب من عدة منشآت ثقافية مثل متحف الفنون الجميلة و المكتبة الوطنية و قصر الثقافة و مركز الفنون و حديقة التجارب... الى جانب وسائل النقل المختلفة  التي تجعل سهلة الوصول إليها من قبل الزوار.