نظم مركز الدراسات و الابحاث الانسانية المغربي "مدى" أمس السبت 08 مارس/آذار 2014، قراءة في كتاب محمد الشبة بعنوان مقالات ديداكتيكية  في تدريس الفلسفة على الساعة الثالثة زوالا بمقر المركز .

كانت القراءة من تسييرالاستاذ زكرياء أكضيض ،الذي قدم نبدة عن كتاب مقالات ديداكتيكية في تدريس الفلسفة، و اعطى تعريفا عن صاحب الكتاب محمد الشبة و اعماله المختلفة بين الادبية و الديداكتيكية و الشعرية .

وعرف الكتاب على انه مشروع يحمل الهم الفلسفي و البعد الفكري و التربوي، الذي  يهم المدرس و المتعلم في بناء الدرس الفلسفي، فالكتاب يلخص مفهومين اساسيين الفلسفة و الحياة محاولا رسم اوجه التلاحم بين الفلسفة و الحياة الانسانية.

و جاءت اولى المداخلات  للأستاذ عبد العالي لعوج ،الذي قدم كلمة شكر وتقدير لمركز الدراسات و الابحاث الانسانية مدى ،لفتحها له الفرصة امام نشر ثقافة الكتاب وتجاوز المقروئية للمواطن العامي .

وقد أشاد المتدخل عبد العالي لعوج بالجهود التي يقوم بها الباحث محمد الشبة في نشر قضايا تدريس الفلسفة، سواء في العالم الافتراضي او من خلال ترجمتها الى كتب يلمسها المتلقي ويستمتع بقراءتها .

حاول ان يقف على المرجعية و الكيفية التي قامت عليها الكتب المدرسية الخاصة في تدريس مادة الفلسفة، في المستوى الثانوي التأهيلي  وأكد على ان هذه المقررات على مستوى التأطير الإشكالي لم توفق في انتاج درس فلسفي قريب للحياة، بل جعلته يسقط في استنساخ الاسئلة و النظرة التخويفية للتلاميذ للمادة الفلسفة حيث اكد على العلاقة التي تربط الاستاذ بالدرس و العلاقة العميقة و بين المدرس و المقرر، الذي ينبني على مفاهيم تكون وحدة متراصة و متصلة فيما بينها، و الهدف منها خلق تلميذ قادر على التساؤل  على القلق و التفكير في ابعاد الحياة السياسية الاخلاقية والاجتماعية، التي تهمه كما ذكر على ان الكتاب يتحدث عن الخطاب المجازي و قد اكد على ضرورة احتكاك المعلم بالفيلسوف، هي الضامن لخلق كتابة فلسفية سليمة لان محاكاة الفيلسوف لاتتم من خلال ترجمة النصوص التي خلفها الى اللغة العربية، بل ذلك بفرغها من معنها و من داتية الفليسوف بل عليه ان يخلق فلسفة خاصة به دون تغييب دات الفيلسوف.

وفي الاخير اجمل اهم الافكار التي راد ان يتكلم عنها محمد الشبة، في تاكيده على المقاربة التشاركية في وضع البرامج و تحديد ادوار كل من الاستاذ و دور المؤسسة في الانفتاح على الدرس الفلسفي.

جاءت المداخلة الثانية للاستاذ كمال فهمي منطلقا من تجربته الشخصية، كاستاذ فلسفة في مقرابته لكتاب محمد الشبة مقالات ديداكتيكية وقد اثنى على الكاتب لاهتمامه بالديداكتيك، كمادة لكتاباته لانه من قبل لم تكن كتب الديداكتيك الخاصة بتدريس الفلسفة متوفرة، بل فقط استعان استاذ الفلسفة في السبعينات من القرن الماضي على الاجتهادات الخاصة في تدريس الفلسفة كمادة و مع تطور المجتمع المغربي بدات تظهر كتب ديداكتيكية و بعض الوثائق التي تتعلق بتدريس الفلسفة، ومع الثمانينيات القرن الماضي طرات طفرة في عالم تدريس الفلسفة بالمغرب حيث بدأ مدرس الفلسفة المغربي يعتمد على الكتب الفرنسية، لتطعيم التجربة وتحقيق الاهذاف التي يسعى اليها المدرس في بناء درسه الفلسفي.

ومع سنوات التسعينات بدا الاطلاع على بعض كتب ديداكتيك الفلسفة الفرنسية تتطرق لمفاهيم المشكلة المفهمة و الحجج ، ويدلك نجد ان الكتابات الديداكتيكية في الفلسفة قليلة  و قد حمل مسوؤلية ابداع كتابات خاصة بالديداكتيك الى أساتذة المستقبل حيث تتوفر لديهم ارضيات ووثائق ودراسات للرقي بالدرس الفلسفي .وختم مداخلته بالمبادئ الستة التي تحدث عنها محمد الشبة في كتابه مقالات ديداكتيكية رأى ان استاذ الفلسفة يجب عليه ان ينطلق من المنهاج العام، و ليس الكتب المدرسية لأنها موجهة للتلميذ كما اكد على قضية تاريخ الفلسفة لايمكن تدريسها دون معرفة او المام معرفي للمادة \ن التعامل النقدي للمقرر فكل استاذ قادر على الابداع و النقد لبناء الدرس الفلسفي  واكد على ضرورة تبادل الخبرات و الاعتماد على التجارب كأساس لتأسيس الدرس الفلسفي .

وكانت المداخلة الثالثة للاستاذ و المفتش رشيد العلوي المقتدر، حيت اكد على ان تجربة تدريس الفلسفة بالمغرب مميزة ولها ما يميزها عن باقي تجارب الدول الاخرى ،و اكد على المبادئ السته الموجهة للعمل التي اقترحها محمد الشبة لكمنه انتقد ضرورة مشاركة المؤسسة في بناء الدرس الفلسفي، لان الرهان على المؤسسة لا يمكنه الحفاظ على اهداف الفلسفة وغياتها فهل يمكن للمؤسسة ان تخدم الفكر الفلسفي.

واختتم مداخلته بالإشادة بمجهودات الكاتب المتجلية، في عمله لكنه يرى على ان هذا العمل لايكفي لوحده لكونه استقراء لتجربة داتية متعلقة بديداكتيك الفلسفة .

وجاءت المداخلة الاخيرة لصاحب الكتاب محمد الشبة والذي رأى، على ان النقد الذي وجه له هو نقد مقبول وارتا الى تقديم مداخلته من خلال رؤية المؤلف  للكاتب،  وماجاء من اعداد قبلي سابق لتأليف الكتاب ،وذكر محمد الشبة ان   مقالاته مقالات ديداكتيكة، نابعة من عرق جبين المدرس و التلاميذ معا فهي عمل مشترك بين الاثنين منطلقها هو التجربة الفصلية المغربية مع تلاميد مغاربة لهم مرجعية مغربية، و اكد على ضرورة مراهنة الدرس الفلسفي على الحياة وحث التلميذ على التفكير الإيجابي، ليتعلم فلسفة التفكير في الحياة اذا كان التفكير هو منطلق التفلسف ،يجب بناء درس فلسفي مفعم بالحياة يبين كيف يتعين الانتقال من درس في تاريخ الفلسفة الى درس في الحياة فالقضايا التي تشغل الفيلسوف هي قضايا انسانية يعيشها الناس جميعا،ودعى محمد الشبة الى ضرورة نزع نوية الغرابة عن الدرس الفلسفي التي يطبعها الاستاذ في ذهن التلميذ .

وفي اخر مداخلته اكد على ضرورة الاستفادة من التجارب الفصلية، التي تحتضن الديداكتيك الجهوي فالفلسفة بالنسبة له تظل عبارة عن تجارب كونية يجب ان يكون فيها طابع محلي فيها لمسة الاستاذ لكي يبرهن على موهبته في التدريس .