وجه آخر من أوجه التقارب الإسلامي العلماني ( اللائكي ) دخل الساحة ليعزز من أقطاب المعارضة الموجودة حاليا في الجزائر، وهو " التحالف الوطني للتغيير " الذي ضم بعض من قيادات " الفيس المحل" أمثال أنور هدام ومراد دهينة، وهما قياديان بارزان في الجبهة الاسلامية للإنقاذ ( المحظورة )، وكريم طابو ( الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية سابقا ) وغازي حيدوسي ( وزير أسبق للاقتصاد ).

وأعلنت أمس مجموعة من الشخصيات المعارضة من مرجعيات أيديولوجية وسياسية متنوعة عن مبادرة سياسية جديدة أطلقت عليها اسم "التحالف الوطني من أجل التغيير" وتهدف المبادرة حسب ما جاء في البيان الذي تلقت " بوابة إفريقيا الإخبارية " نسخة منه إلى "التغيير الشامل والحقيقي والفعلي للنظام الحالي" مع المطالبة بفترة انتقالية تعمل خلالها المؤسسة العسكرية على ضمان أمن المواطنين وسلامة التراب الوطني دون أن يكون لها الحق في أن تفرض خيارات سياسية أو تعيق التجسيد الكامل والسيّد لما يعبّر عنه الشعب.

وضمت هذه المبادرة أسماء من تيارات سياسية علمانية وإسلامية منهم إطارات سابقة في جبهة القوى الاشتراكية على غرار عبد القادر زرو وكريم طابو وكذا بعض قيادات الحزب المحظور مثل مراد دهينة الذي يمثل حركة رشاد وأنور هدام إلى جانب أساتذة جامعيين والوزير الأسبق للاقتصاد غازي حيدوسي.

 كما حملت هذه المبادرة الجديدة التي تدخل ضمن خندق المعارضة في الجزائر جملة من المطالب تهدف إلى جمع قوى المعارضة  في تكتل واحد من أجل توحيد الجهود في اتجاه تغيير النظام الحالي الذي اتهمته المبادرة بـ"الفساد وإرادة الاحتفاظ بالحكم مهما كان الثمن" معتبرة الانتخابات الرئاسية ليوم 17 أفريل 2014 الماضي مجرد عملية لإيهام الناس بوجود مؤسسات حقيقية في الجزائر بينما الحقيقة هو «محاولة النظام ضمان ديمومة سلطة تحتضر". كما أعلن الداعون لهذه المبادرة رفضهم الزجّ بالمؤسسة العسكرية  في صراعات الأجنحة أو استعمالها لــتكميم المواطنين.

وتضاف هذه المبادرة إلى سلسلة المساعى التي أطلقتها المعارضة في الأيام الأخيرة منها التنسيقية الوطنية للتغيير التي يتزعمها علي بن فليس وتضم 13 حزبا دعمّه في رئاسيات 17 أبريل،  وكذا المبادرة التي أطلقتها الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات والتي سميت بتنسيقية التحول الديمقراطي والحريات، وتتقاطع هذه الأخيرة مع مطالب التحالف الوطني من أجل التغيير في الدعوة إلى مرحلة انتقالية.