حذّر مسؤول أممي، اليوم الثلاثاء، من أن هناك نحو 7 ملايين شخص في جنوب السودان مهددين بخطر المجاعة جراء الأزمة الجارية في الدولة الوليدة.وقال منسق الشؤون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة، توبي لانزر، في مؤتمر صحفي، اليوم، بجوبا، إن" ما يقارب من 7 ملايين شخص في جنوب السودان مهددين بخطر المجاعة إذا لم تكن هناك فرصة للسكان المحليين لمعاودة نشاط الزراعة ووقف الحرب الدائرة".
وأعرب عن قلقة البالغ إزاء أعمال العنف المتتالية بمدينة بانتيو (عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، شمالي البلاد)، قائلا: "أشعر بحالة من الإهانة والأسف لأن هناك المئات من النساء والأطفال يحاولون البحث عن ملاذ آمن في مستشفي بمدينة بانتيو، بالإضافة إلى مئات من المواطنين يحاولون الوصول إلى مقر بعثة الأمم المتحدة بالمدينة".وأضاف لانزر: "كل ما بإمكاننا فعله حاليًا في ظل العنف الدائر هو إرسال دورية لحفظ السلام للمستشفي لحماية المواطنين الذين احتموا بها والعمل علي تفادي ما حدث في مستشفي ملكال قبل أسابيع ماضية"، في إشارة إلى اقتحام متمردين للمستشفى والتعرّض للمرضى وتخريبه.
ولفت إلى أن "أحداث بانتيو الأخيرة تظهر بأن اتفاق وقف العدائيات غير حقيقي".وأشار المسؤول الأممي إلى أن أعمال العنف الدائرة في البلاد بالإضافة لبعض الصعوبات اللوجستية تعيق عملية تقديم المساعدات الإنسانية في بعض المناطق في جنوب السودان. ونوّه إلى أن بعثة الأمم المتحدة قد قامت بتدشين خطة إغاثية عاجلة تتطلّب 1,27 مليار دولار إلا أنهم حتى اليوم تحصّلوا على نسبة 36% من المبلغ فقط. وكشف لانزر عن اجتماع تم عقده بواشنطن ضم كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، والمفوضية الأوروبية، والأمم المتحدة في الثاني عشر من أبريل/ نيسان الجاري ناشدوا خلاله المجتمع الدولي للوقوف مع شعب جنوب السودان.وأوضح أن الاجتماع سوف تليه اجتماعات أخرى للمانحين بالعاصمة النرويجية أوسلو في العشرين من مايو/أيار لمناقشة كيفية دعم جنوب السودان.
ودارت معارك أمس بين القوات الحكومية والمتمردين في منطقة تور أبيض وكيلو "30" الواقعتين شمالي مدينة بانتيو، ونفى جون ملوك، المستشار الأمني بحكومة ولاية "الوحدة"، للأناضول، مساء أمس، الأنباء التي تحدثت عن سيطرة المتمردين على المدينة، قبل أن يعلن المتمردون، اليوم الثلاثاء، أن قواتهم تمكّنت من السيطرة على المدينة، بحسب بيان لهم.وتشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميراديت، بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.