دعا رئيس سابق للبحرية الملكية البريطانية إلى حصار السواحل الليبية لمنع الناس من المهربين من تهريب اللاجئين إلى أوروبا. وقال اللورد ويست، رئيس هيئة الأركان البحرية سابقا، إن مثل هذا الإجراء يتطلب 10 فرقاطات ومدمرات بحرية ، جنبا إلى جنب مع طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار وقدرات من الاستخبارات والمراقبة.

وصرح اللورد ويست لشبكة سكاي نيوز أن خطة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإرسال سفينة حربية إلى المنطقة "ليست حقا وسيلة لحل الأزمة". "وأخيرا، يبدو أننا أدركنا أنه ليس من الجيد أن تكون لدينا سفن في البحر المتوسط لالتقاط اللاجئين قبل أن يغرقوا ، لأن هذا في الواقع يجعل المشكلة أسوأ. أنا أعرف من مهربي البشر في جنوب نيجيريا أن ما يقولونه للناس هو:" أعطونا 2000 دولار ، وسوف ننقلكم عبر الصحراء، نضعكم على متن قارب، وإليكم هذا الرقم، هذا رقم خفر السواحل الإيطالي. اتصلوا عليه وسوف تلتقطكم سفينة بريطانية تقودكم إلى أوروبا".

وقال اللورد ويست : "ما أفضل القيام به، بدلا من تشجيعهم للمجيء إلى البحر والغرق، هو محاصرة السواحل بشكل صحيح." و"كان يمكن القيام بهذا قبل بضعة أشهر" بالاتفاق مع المسؤولين في الحكومة الليبية. "كان بإمكاننا أن ندفع لهم الكثير من المال لإنشاء مراكز تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، حيث يكون بإمكاننا أن نوقف على الفور، هذه القوارب في المياه الإقليمية، وإغراقها، وربما القبض على مهربي البشر باعتبارهم جذر المشكلة، على أن نضع اللاجئين في مخيمات، ومعالجتهم ".

وجاءت تصريحات ويست بعد إعلان رئيس الوزراء كاميرون أن البحرية الملكية تستعد لنشر سفينة حربية أخرى في البحر الأبيض المتوسط. كما سيتم إرسال فريق تدريب إلى ليبيا لمساعدة خفر السواحل هناك. وقد أرسلت المملكة المتحدة بالفعل هذا الأسبوع أربعة مخططين عسكريين إلى روما مقر بعثة عملية صوفيا الأوروبية للتصدي لتهريب البشر في وسط البحر الأبيض المتوسط.

وقال كاميرون: "الحالة التي عليها ليبيا الآن، تشكل خطرا على كل واحد منا - الخطر من حيث تدفقات الهجرة التي تجري عبر ليبيا، ومن حيث خطر عصابات تهريب البشر التي هي تنشط في ليبيا، ولأن هناك مؤشرات حقيقية على أن تنظيم داعش يحصل على موطئ قدم في ليبيا. وتابع : "بكل وضوح ، لدينا مصلحة في فعل ما في وسعنا لدعم الحكومة الجديدة، لمساعدتها على النمو، ولمساعدتها على اكتساب القدرة على السيطرة على هذا البلد."

من جهته ، قال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين: "آمل أن تؤمن سفن البحرية الملكية بأن واحدا من واجباتها المهمة جدا هو أيضا إنقاذ حياة الناس اليائسين الفارين عبر البحر الأبيض المتوسط. ليخلص إلى القول : "أنا قلق من زحف بعثتنا نحو ليبيا بطبيعة الحال." ويقول خفر السواحل الإيطالي إنه تم إنقاذ نحو 4000 شخص في البحر الأبيض المتوسط يوم الجمعة، مع رصد نحو 20 جثة في البحر. كما قال متحدث باسم البحرية الليبية إن حوالي 766 مهاجرا تم إنقاذهم أيضا من قبل خفر السواحل الليبي - 550 منهم تم العثور عليهم بالقرب من مدينة صبراتة الساحلية و216 آخرين قبالة زوارة.

وسافر حوالي 150،000 مهاجرا من ليبيا إلى إيطاليا على متن قوارب في العام الماضي، وحتى الآن هذا العام، تم اعتراض أكثر من 37000 شخص في البحر المتوسط واقتيدوا إلى موانئ إيطالية. ويعتقد أن مئات لقوا حتفهم بعد غرق سفنهم المثقلة أو انقلابها.