قال مسؤول ليبي سابق، إنه شارك بالفعل في ترتيب لقاءات سرية جرت في القاهرة قبل نحو شهرين لمسؤولين في "فجر ليبيا" مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وناصر القدوة، مبعوث الجامعة إلى ليبيا، مشيرا إلى أن الجامعة العربية رحبت بالفكرة على الفور، لكنها اكتشفت لاحقا أن الشخص المعني كان يتحدث بلهجة أبعد ما تكون عن الحوار.

وأضاف المسئول ذاته لجريدة "الشرق الأوسط": "هم (مجموعة فجر ليبيا) حاليا في مأزق حقيقي، الضغوط الداخلية والخارجية تتصاعد يوميا عليهم، بالإضافة إلى الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر. هذه كلها عوامل تدفعهم إلى محاولة فتح طريق إلى الحوار كما يتصورونه".

وقال المسئول، إن مسؤولين آخرين من بينهم الدكتور على التريكي، أحد أبرز مساعدي القذافي، شارك في ترتيب اجتماعات مماثلة لمسؤولين في "فجر ليبيا" مع مسؤولين عرب ومصريين، مشيرا إلى أن الاجتماعات توقفت بشكل مفاجئ من دون أسباب واضحة.

وأضاف المسئول: "فوجئت بأن "فجر ليبيا" طلبت من مسؤولين سابقين في النظام الليبي السابق أن يحاولوا مساعدتهم على إجراء حوار مع الجامعة العربية، كنت أظن أني الوحيد، لكن اتضح أن لديهم علاقات واتصالات بمسؤولين آخرين".

وتبنى قادة قوات عملية فجر ليبيا، وهم خليط من ميليشيات مصراتة وحلفائها من جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الجماعات الإسلامية الليبية المقاتلة، اتجاها لإجبار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته، على تبني قانون العزل السياسي لإبعاد كل رجال ومساعدي القذافي عن الحياة السياسية مجددا.

وقال وزير ليبي للجريدة نفسها: "المفاوضات تحمل معاني ضمنية منا بالاعتراف بشرعية هؤلاء. الشرعية الوحيدة التي يجب أن يقر بها الجميع هي فقط لمجلس النواب و حكومة الثني المنبثقة عنه".

وأضاف: "لدينا شروط يتعين عليهم أن يقبلوا بها للحوار، أولا أن يعترفوا بشرعية مجلس النواب المنتخب، وأن يعلنوا سحب ميليشياتهم المسلحة من العاصمة طرابلس، وأن يوافقوا على الخضوع لمحاكم قضائية ليبية للتحقيق معهم في مدى تورطهم في أعمال عنف أو أية انتهاكات أخرى".