قال مسؤول أمني كبير في مالي إن الطريقة التي تم بها تنفيذ الهجوم على مطعم في العاصمة باماكو تعيد للأذهان الهجوم الذي تعرضت له مقر مجلة "شارلي إبدو" الساخرة في العاصمة باريس في يناير / كانون الثاني الماضي.

واقتحمت مجموعة مسلحة، مساء أمس الأول الجمعة، مطعم "لا تيراس" في باماكو حيث ألقت قنابل يدوية قبل أن تشرع في إطلاق النار؛ ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من المتواجدين في المكان، هم: فرنسي وبلجيكي وماليين إثنين، وضحية لم تتحدد جنسيتها بعد.

المسؤول الأمني أضاف لوكالة الأناضول، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن هناك نقاط تشابه عديدة في طريقة تنفيذ الهجومين ما يوحى بأن منفذي هجوم باماكو أرادوا الانتقام لمقتل الفرنسي المالي "أميدي كوليبالي" الذي قتل برصاص الشرطة أثناء احتجازه رهائن في خضم أحداث "شارلي إبدو".

وساردا نقاط التشابه بين الهجومين، أوضح: "منفذا العملية (عملية باماكو) شخصان علت أصواتها بالتكبير (عبارة "الله أكبر" التي يرددها المسلمون) قبل أن يتمكنا من الفرار بعد تنفيذ الهجوم"، وهو أمر قام به مهاجمي مجلة "شارلي إبدو" في 7 يناير / كانون الثاني الماضي.

ومضى قائلا: "أثناء الهجوم على مجلة شارلي إبدو تمكن المهاجمان من تحديد الأشخاص الذين اعتادوا على ارتياد المكان (مقر المجلة)، وقاما بعملية تحويل للأنظار عبر إلقائهما للقنابل، وعزل الأهداف التي كانوا يعتزمون قتلها، لقد قام مهاجما باماكو بنفس الأمر، كما أنهما قتلا أحد رجال الأمن قبل الفرار"، وهو الأمر ذاته التي حدث عن الهجوم على مقر المجلة الباريسية.

وشهدت باريس، في يناير/ كانون الثاني الماضي، أحداث عنف امتدت لثلاث أيام بدأت في السابع من هذا الشهر باقتحام مقر مجلة "شارلي إبدو"، التي اعتادت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد (خاتم المرسلين)، وانتهت باحتجاز رهائن على يد مواطن فرنسي مالي يدعى "أميدي كوليبالي" في متجر للأطعمة اليهودية.

وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل 17 شخصا بينهم 3 مسلحين أحدهم كوليبالي.

وخلال السنوات القليلة الماضية تعرض مواطنون فرنسيون لهجمات في مالي تصاعدت منذ انطلاق العملية العسكرية الفرنسية في هذا البلد، الواقع غربي أفريقيا، في يناير / كانون الثاني 2013.

ففي يناير/ كانون الثاني 2011، قام شخص يحمل الجنسية التونسية، ينسب نفسه إلى "تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي" بإلقاء قنبلة على السفارة الفرنسية في باماكو في هجوم خلف جريحين، وفي حينها قالت الجهات الأمنية إنه "هجوم منعزل".

وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2013، جرح شرطي فرنسي عامل في القوات الأممية بمالي على يد من اعتبر حينها شخصا "يعاني من اضطرابات عقلية".

عاما بعدها وبالتحديد في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قتل أحد الرعايا الفرنسيين في حي "آسي 2000"، التجاري بباماكو وتم استبعاد فرضية أن يكون ذلك نتاج عملية إرهابية.

وحسب مراقبون، فإنه منذ انطلاق العملية الفرنسية بمالي في يناير/كانون الثاني 2013، فإن التهديدات الإرهابية تحولت إلى واقع عملي، وتمثلت في هجمات عديدة استهدفت الجنود الأمميين شمالي البلاد.

وبينما عبر عدد من السفارات الأجنبية من قلقها إزاء الوضع الأمني بباماكو، أبلغت الأمم المتحدة في باماكو، مؤخرا، الرعايا الأجانب في مالي بتوخي الحذر حيال تدهور الأوضاع الأمنية بالبلاد.