أطلقت ما يُسمّى بـ”لجنة الأزمة ببنغازي” في ليبيا مبادرة جديدة تهدف إلى وقف النزاع بين الأطراف المتصارعة بالمدينة، لتتمكن لجنة الأزمة من حلّ بعض المشاكل بالمدينة، وفق ما تداولته مصادر إعلامية محليّة.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي حادّ، عمّقت معاناة الليبيين وأسهمت في استمرار تبادل العنف والانفلات الأمني، لا سيما أنّ الميليشيات المسلّحة أضحت لها الكلمة الأولى في مختلف جهات البلاد بدلا من مؤسسات الدولة.

ويضاف إلى ذلك وجود حكومتين برئاسة عبد الله الثني وعمر الحاسي، ومجلسين تشريعيين هما مجلس النواب المنتخب منذ ثلاثة أشهر، والمؤتمر الوطني العام، الذي انتهت ولايته منذ يوم 7 فبراير 2014، لكنّه استأنف نشاطه في نهاية أغسطس الماضي وكلّف الحاسي بتشكيل حكومة جديدة رغم المظاهرات العارمة لليبيين الرافضين للتمديد.

وفي بنغازي، أبرز نائب رئيس “لجنة الأزمة” عبدالله المطردي، في تصريح صحفي أمس الاثنين، أن مبادرة عقد الهدنة تهدف إلى النظر في الوضع الذي آلت إليه بنغازي، وسيتم تقديمها إلى طرفي النزاع المتمثلين في ما يُسمّى بـ”مجلس شورى ثوار بنغازي” الذي يجمع فصائل متشددة وجماعة الإخوان المسلمين، وعملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر.

وأضاف المطردي أن وفدا سيذهب إلى مجلس النواب ورئاسة الأركان بطبرق لإطلاعهما على هذه المبادرة، وبحث سبل عودة النازحين إلى مساكنهم ومزارعهم، والنظر في القصف الذي يتعرّض له ميناء بنغازي البحري، مشيرا إلى أن لجنة الأزمة بالاتفاق مع إدارة الموانئ والنقل والجمارك تعهّدت بعدم السماح بدخول أيّ بواخر تحمل أسلحة للميناء بناء على طلب من قيادات عملية الكرامة.

كما أشار إلى أنّ الهدنة تستهدف بثّ الفرح في نفوس الأطفال والأهالي بمناسبة عيد الأضحى من ناحية، وتمكين فرق الصيانة بالشركة العامة للكهرباء من إتمام أعمال الصيانة بالمحطات المتضرّرة جرّاء القصف من ناحية أخرى، مضيفا أنهم حاولوا تحديد موعد لاستئــناف الدراسة، ولكن بعض الظروف حالت دون ذلك، أبرزها القصف الــذي تتعـــرّض له بعــض الكليات والإدارة العامــة للجــامعة، لا ســيما أنّ متشدّدي بنغــازي يستــخدمونها دروعا لمــعسكراتــهم.

وفي هذا السياق، أوضح المطردي أنهم طالبوا بإخلاء أو نقل المعسكرات المحيطة والقريبة من جامعة بنغازي إلى خارج المدينة أو أي مكان آخر، وهي معسكر 17 فبراير، ومعسكر كتيبة 21 صاعقة، وكتيبة 204 دبابات، حسب ما أفاد به، وفقا لصحيفة العرب.