وصف محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية المصري المُكلف بشؤون دول الجوار، جماعة الإخوان المسلمين بأنها منبوذة من الشعب المصري، ولن تؤثر على دور مصر الإقليمي والدولي. وذلك في الوقت الذي بدأت فيه بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق بين تونس ومصر بسبب مواقف وممارسات حركة النهضة الإسلامية برئاسة راشد الغنوشي.

وقال محمد بدر الدين زايد في تصريحات لـ”العرب” على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي استضافته تونس يومي 13 و14 من الشهر الجاري، إن محاولات جماعة الإخوان إزعاج عمل الدبلوماسية المصرية “هي محاولات بائسة ويائسة ولا قيمة لها”.

وشدد على أن مصر بدأت تستعيد دورها في المنطقة من خلال تعزيز علاقاتها، و”لعل خير دليل على ذلك جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي بدأها بالجزائر، والتي زار خلالها غينيا الاستوائية والسودان، وهي جولة عكست اهتمام مصر بمحيطها”.

واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري أنه “لا قيمة لمحاولات جماعة الإخوان الرامية إلى تعكير صفو علاقات مصر بمحيطها الإقليمي والدولي، لأن مصر أكبر من هذه الخزعبلات”.

وأكد أن تلك المحاولات “لن تؤدي إلى تأثير كبير على دور مصر ومتابعة لمصالحها الخارجية، وقدرتها على ترميم ما أفسده حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي كاد يُدمر دور مصر الإقليمي والدولي”.

وكانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى أن تنظيم الإخوان الدولي أقر خطة سياسية تستهدف الإساءة إلى مصر، وتشويه صورتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك بهدف إضعاف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقال محمد بدر الدين زايد في تصريحاته لـ”العرب”، إن مصر “دولة قوية ولن يؤثر عليها فصيل منبوذ من الشعب المصري، ثم إن الإخوان فشلوا في اسطنبول، وفي رابعة وفي كل موقع، والفشل يطاردهم في كل تحرك”.

ولم يستبعد في هذا السياق زوال تنظيم الإخوان، حيث قال “جماعة الإخوان ستختفي تماما من المشهد السياسي، وهذه مسألة وقت فقط، ذلك أن هذا التنظيم لا تهمه مصالح مصر ولا مصالح العرب، بل له أجندات أخرى لا داعي للحديث عنها الآن.

وعلى صعيد آخر، بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة بين تونس ومصر بسبب مواقف حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.فقد دعت فعاليات مصرية حزبية وأخرى إعلامية، السلطات الرسمية في بلادها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة حركة النهضة الإسلامية التونسية على مواقفها وممارستها التي تضمنت تدخلا سافرا في الشأن المصري.

وقال هشام الهرم أمين عام مساعد حزب الحركة الوطنية المصرية، إن المظاهرات التي نظمتها حركة النهضة التونسية ضد القيادة السياسية فى مصر “لا يجب السكوت عنها”. وأضاف في تصريحات نُشرت أمس، “نعلم أن الشعب التونسي يعلم جيدا سطو الجماعة الإرهابية وفلولها على مقاليد الحكم في تونس، وانتهاجه نفس الأساليب القذرة التي كانت تنتهجها الجماعة في مصر”.

وطالب الهرم بضرورة محاسبة كل من يتطاول على مصر، وقال إن الباب مفتوح أمامهم للذهاب والجهاد في فلسطين، ولكنهم “قابعون فى جحورهم”، وبالتالي لا بد من اتخاذ إجراءات سريعة من قبل السفير المصري في تونس للرد على هذه الأفعال التي تجاوزت كل قواعد الدبلوماسية.

وكانت حركة النهضة قد نظمت مسيرة وسط تونس العاصمة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، سرعان ما حولتها إلى مظاهرة للإساءة إلى مصر، حيث تم خلالها رفع شعارات مناهضة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وأخرى مؤيدة لجماعة الإخوان.

وبالتوازي، اعتبر الإعلامي المصري وائل الأبراشي، أنه “لا يجب السكوت عن المسيرات التي نظمتها حركة النهضة الإخوانية في تونس التي ردد خلالها أنصارها هتافات مناهضة للرئيس عبدالفتاح السيسي على خلفية الوضع في الأراضي الفلسطينية من قبيل المزايدة لا أكثر”.

وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة وحازمة من قبل السفير المصري بتونس، حيث قال “السفير المصري في تونس لا يجب أن يكتفي بالكلام فقط وإصدار الخطابات التي تستنكر مثل هذه الأفعال”.

وكانت مواقف وممارسات حركة النهضة الإسلامية قد أثارت غضب السلطات المصرية التي رأت فيها “تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية المصرية”. وقد ساهمت تلك المواقف في تأزم العلاقات التونسية-المصرية التي لم تستعد عافيتها بعد رغم الجهود المبذولة لتخليصها من الشوائب المتعددة التي لحقت بها.

 

*نقلا عن العرب اللندنية