تتحرك روسيا بشكل نشيط في الآونة الأخيرة للعب دور مهم في الساحة الليبية و هي تمر بفترة حساسة و كل الأعين موجهة لمرحلة إعادة الإعمار المرتقبة.
تنسيق إيطالي روسي
أعلنت الحكومة الإيطالية، أن وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومتها إينزو موافيرو ميلانيزي سيؤكد خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو الإثنين المقبل، الدعوة لمشاركة روسية “على أعلى مستوى” في مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا، المقرر انعقاده في نوفمبر القادم.
وأشارت وزارة الخارجية الإيطالية، إلى أن الاجتماع بين الوزيرين سيمكِّن من تقييم جميع القضايا ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، التي تتسم بـالديناميكية بين البلدين على المستويات الاقتصادية والتجارية والثقافية، فضلا عن المستوى السياسي، وفق ما نشرت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.
وذكرت الوزارة في بيان لها اليوم الجمعة، أن المحادثات ستخوض في دراسة مفصلة للوضع في ليبيا، ضمن المنظور المشترك للدفع بالأمن والاستقرار هناك، إضافة إلى تبادل الآراء والتوجهات فيما يتعلق بالمشهد المعقّد للشرق الأوسط، بحسب ما نقلت الوكالة.
ووفقا لوكالة (آكي)، فإن وزير خارجية إيطاليا سيستعرض بوصف بلاده الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أكثر القضايا حساسية، التي تحظى باهتمام المنظمة في ضوء الاجتماع القادم الذي سيعقد في مدينة ميلانو في السادس من ديسمبر القادم.
وسيجتمع إينزو موافيرو ميلانيزي خلال زيارته إلى موسكو مع وزير الصناعة التجارة الروسي دينيس مانتوروف، لمناقشة آفاق الدورة الـ16 للمجلس الإيطالي الروسي للتعاون الاقتصادي والصناعي والمالي، والتي ستلتئم قريباً في إيطاليا برئاسة الوزيرين.
يشار إلى أن الحكومة الإيطالية قد أعلنت أن المؤتمر الدولي حول ليبيا ستستضيفه مدينة باليرمو الإيطالية في يومي 12 و13 من شهر نوفمبر المقبل.
وستشارك في المؤتمر عدة دول من بينها مصر وتركيا والإمارات وقطر وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والمغرب وتونس وبريطانيا وكندا وتشاد والجزائر والصين والأردن ومالطا، إضافة إلى الاتحادين الأوروبي والإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
يرى مراقبون أن إيطاليا توسيع لتوسيع الحزام الدولي حولها لحسم المعركة مع فرنسا و تعوّل كثيرا في هذا الصدد على روسيا نظرا لثقلها الجيوسياسي.
رهان إقتصادي
أعرب وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك خلال اجتماعه أمس الجمعه مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المهندس مصطفى صنع الله عن دعمه الكامل للمؤسسة ومساندتها في مطالبتها باحترام سيادة القانون والالتزام بمبدأ الشفافية في ليبيا.
الطرفين ناقشا خلال اجتماعهما في موسكو على هامش قمة أسبوع الطاقة الروسي بحسب الموقع الرسمي للمؤسسه الدور الهام الذي تضطلع به الشركات الروسية في قطاع النفط والغاز في ليبيا إضافة إلى حجم التبادل التجاري الذي تجاوز قيمته 10 مليار دولار أمريكي.
وتناول الاجتماع بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين خصوصاً في مجال استخراج الزيت الثقيل والذي يندرج ضمن أبرز اختصاصات الشركات الروسية.
وأكد نوفاك على أن الحكومة الروسية ستجري تحقيقات وستعمل على إعاقة أي محاولات لشركات روسية لعقد صفقات غير مشروعة مع المؤسسات التي وصفها بـالموازية وتلك التي تعتبر غير قانونية وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يشار الى انه قد حضر الاجتماع من جانب المؤسسة الوطنية للنفط اأبو القاسم شنقير عضو مجلس الإدارة ومن الجانب الروسي دميتري كابنيك مساعد وزير الطاقة وفاسيلي ييريومنكو نائب مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الطاقة الروسية.
إتهامات للغرب
وجهت روسيا أصابع الإتهام للدول الغربية محمّلة إياهم مسؤولية تحول البلد إلى معقل للإرهاب نظرا للسياسات الغربية الفاشلة تجاه هذا البلد.
في هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في كلمة في المنتدى الدولي حوار الحضارات: "الجماعات الإرهابية الموجودة في القارة الأفريقية خطيرة بشكل خاص، والكثير منها تتخذ مواقف الإسلام الراديكالي نظرا لسياسات الدول الغربية القصيرة النظر أصبحت ليبيا معقلا للإرهاب. ويتأزم الوضع بسبب عودة المقاتلين الذين قاتلوا في العراق وسوريا وأفغانستان إلى أفريقيا".
وكان قد تعهد قائد عملية الكرامة في الجيش الليبي اللواء، خليفة حفتر، في بيان رسمي باستكمال المعركة ضد الإرهاب وتطهير كل الأراضي الليبية المسيطر عليها من قبل داعش و منظمات إرهابية أخرى.
وتعاني ليبيا، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، انقساما حادا في مؤسسات الدولة بين الشرق، الذي يديره البرلمان الليبي بدعم من الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والغرب الذي تتمركز فيه حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي فشلت في الحصول على ثقة البرلمان.